جسر – صحافة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر يوم الأربعاء 16 آذار/ مارس، تحقيقاً عن يتعلق بمقبرتين جماعيّتين سرّيتين، لربما تعدّان من الأدلة الدامغة على ارتكاب النظام “الأسد” جرائم حرب وتعذيب ممنهج بحق المعتقلين في سجونه.
وقالت الصحيفة إنّها جمعت الأدلة وأجرت مقابلات على مدار شهور مع 4رجال سوريين عملوا في تلك المقابر أو بالقرب منها.
ووفقاً للتحقيق فإنّ المقبرة الأولى في نجها بريف دمشق، فيما حددت موقع المقبرة الثانية قرب القطيفة شمال العاصمة.
وبحسب التحقيق فإنّ كلّ واحدٍ من الموقعين يشتمل على آلاف الجثث لسوريين محتجزين في معتقلات يديرها رأس النظام بشار الأسد بشكلٍ مباشر.
وأضاف أنّ المقابلات دفعت إلى تفحّص الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية لموقعين ما أدّى إلى كشف كل مفاتيح اللغز.
وأكّد التحقيق أنّه لا يمكن إحصاء الجثث الموجودة في المقابر الجماعية أو التعرف إلى هويتها إلا بعد نبشها، إلا أنّ ذلك لن يحدث ما دام النظام يتحكم بمقاليد السلطة في البلاد.
وأورد التحقيق شهادة أحد الأشخاص الذين جنّدتهم استخبارات النظام لدفن الجثث منذ منتصف عام 2011 حتى عام 2013، مؤكّداً أنّ فريقه كان يفرغ شاحنتين لمرّتين في الأسبوع، وكل شاحنة تحمل بين 150 و 600 جثة، كما كانت عشرات الجثث تصل إلى فريقه كل أسبوع من سجن صيدنايا.
وقال شخص آخر عمل سائق جرافة لمدة 7 شهور، إنّ سبع جثث اثنتين منها لنساء وأخرى لطفل، وصلت إليه محمّلة بشاحنة لنقل البوظة، وأُمر أن يدفنها.
ووفقا للشهود فإنّ عمليات الدفن تتم في خنادق طولية، ترمى فيها الجثث من سيارات التبريد القادمة من السجون، ومن ثم يتم ردمها بالتراب في سرية مطلقة.
وأكّد التحقيق أنّه للفت الأنظار إلى تلك الفظائع أتت فرقة العمل السورية للطوارئ وهي منظمة للمناصرة، بأحد الشهود إلى واشنطن، ليتحدّث مع عدد من أعضاء الكونغرس وغيرهم حول تلك المقابر الجماعية.
وفي سياق مشابه، نشرت قناة الجزيرة في وقت سابق تحقيقاً تحت اسم “حفّار القبور” أورد فيه شهادات لأشخاص عملوا في دفن جثث القتلى تحت التعذيب بين عامي 2011 و 2018.
الجدير بالذكر، أنّ صور “قيصر” شكّلت دليلاً قويا على الأعمال الإجرامية التي أقدم عليها النظام متمثلاً برأسه، ما أدى لإقرار الولايات المتحدة قانون العقوبات الذي عرف باسم “قيصر”.