عقد اللقاء الثوري السوري، في مدينة إسطنبول فعاليات متنوعة وحلقات نقاشية على مدى أربعة أيام، بمناسبة الذكرى الثامنة لاندلاع الثورة السورية.
وسلطت الفعاليات، التي امتدت بين 18 و21 آذار/ مارس الجاري، الضوء على الأوضاع الراهنة للثورة، والدروس والعبر المستخلصة من السنوات المنصرمة.
وأقيمت الفعاليات بشكل متزامن بين نقاط اللقاء الثوري السوريالمنتشرة في كل من إدلب والباب وعنتاب وإستنبول والدوحة وألمانيا.
وشهد اليوم الأول من الفعاليات محاضرة للباحث والمفكر الدكتور بشير زين العابدين، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بعنوان “الثورة في عامها التاسع: التحول وآليات التعامل معها”، وحضرها أبناء اللقاء الثوري في عدة مناطق داخل سوريا وخارجها.
ودعا الدكتور زين العابدين، خلال المحاضرة، قوى الثورة والمعارضة إلى انتهاج خطاب إعلامي وسياسي وطني يعزز الهوية السورية الجامعة، منتقداً ضعف الخطاب الإعلامي الراهن.
كما انتقد تحول المنصات الإعلامية السورية الثورية إلى منابر لتراشق الاتهامات على أساس الخلاف الخليجي – الخليجي.
وبينما تحدث عن أخطاء قاتلة ارتكبتها الفصائل خلال السنوات الماضية، أكد أن “الثورة لا تزال في عنفوانها، ويمر النظام في أسوأ أيامه”.
وأشار إلى رجحان كفة الثورة على كفة النظام في معايير الربح والخسارة “إذا كنا نعرف كيف نستخدم الأدوات ومصادر القوة التي نملكها”.
واعتبر زين العابدين أنه “آن الأوان لكي تتقدم المعارضة وقوى الثورة بمشروع يتناسب مع التحولات الراهنة”.
وشهد اليوم الثاني عرض ومناقشة فيلم “سقوط حلب” بمشاركة مخرج الفيلم نظام نجار والمصور بدر الطالب.
وتحدث المخرج خلال النقاش عن تجربته في دخول المناطق المحررة ومشاعره وسط غياب تام لمنظومة الأسد، كما تحدث عن ملابسات وظروف إنتاج الفيلم والأهداف التي يرنو إليها.
أما اليوم الثالث، فقد شهد مشاركات متنوعة بعنوان “نقاط مضيئة ودروس من الغوطة وداريا وحمص وحلب ودرعا وإدلب“.
وتحدث المشاركون عن تجاربهم التي خاضوها من المناطق المذكورة عندما كانت في حالة التحرر، سواء على المستوى الفردي أو المستوى العام.
فمن داريا تحدث مشاركون عن تجربتهم في مواجهة الفكر المتطرف، ومن الغوطة تحدث أحد المشاركين عن مركز للأطراف الصناعية كان يديره.
كما تحدثت سيدة عن العملية التربوية في الغوطة، فيما تكلم من درعا أحد الأطباء عن تجربته في تقديم الخدمات الطبية.
وكذلك تحدثت سيدة من حي الوعر عن التجربة المدنية في إدارة الحي أثناء الحصار، ومن ريف حمص الشمالي تحدث أحد المشاركين عن قصة الثورة في حمص من المدينة إلى الريف.
أما اليوم الرابع والأخير، فقد شهد مناقشة رؤية اللقاء الثوري السوري لعام 2019 من قبل الدكتور ياسر العيتي، والباحث والمحلل السياسي في مركز عمران للدراسات معن طلاع، والكاتب والباحث أحمد أبا زيد.
وتحدث الطلاع خلال مشاركته عن ظروف عقد مؤتمر فيينا وصدور القرار الدولي 2254 المتعلق بالعملية السياسية في سوريا وتأثير التدخل الروسي في تحول اتجاه العملية السياسية ونشوء مسار أستانة، وصولاً إلى مؤتمر سوتشي الذي أطلق عملية تشكيل اللجنة الدستورية، بالإضافة إلى أدوار الفاعلين الإقليميين والدوليين في القضية السورية.
كما خاض في بنية ووظائف الهياكل السورية المعارضة، مناقشاً خياراتها والمخاطر والتحديات التي تواجه العملية السياسية بسبب هذه الخيارات.
أما الباحث أحمد أبا زيد، فقد ركز في مشاركته على الشأن الداخلي السوري، متناولاً عدة ملفات ساخنة.
وتحدث عن سيناريوهات مصير إدلب محللاً المشهد الحالي في المحافظة الخاضعة لاتفاق خفض التصعيد المبرم بين روسيا وتركيا.
ورأى أبا زيد أن سلسلة الانهيارات لجيوب الجيش الحر في مختلف أنحاء المناطق المحررة بما في ذلك سيطرة هيئة تحرير الشام على إدلب أدت إلى انتهاء الجيش الحر كمفهوم وكحالة قائمة، كما أدت إلى انتهاء مفهوم المناطق المحررة
وتطرق للنزاع التركي الأمريكي فيما يتعلق بمنطقة شرق الفرات وجمود خارطة الطريق المتعلقة بمنبج.
وسلط الضوء على منطقتي درعا وريف حمص الشمالي، حيث لا تزال مناطق واسعة في هذين المنطقتين لم تدخلها قوات النظام ما وفر لها هامشاً في الحراك الثوري والمقاومة الشعبية رغم الحضور الروسي فيها.
من ناحيته، رأى الدكتور ياسر العيتي، في مشاركته، أن تغيير الواقع يبدأ من تشخيصه الصحيح، معتبراً أن روح الثورة لا زالت حاضرة، وشدد على أن السوريين لن يستسلموا.
ونوه العيتي بالفرص والهوامش التي نستطيع التحرك فيها رغم الوضع الداخلي والأدوار الخارجية التي تؤثر في مسار الصراع.
وناقش ورقة تقدير موقف سياسي أعدها اللقاء في وقت سابق، مخصصاً الحديث حول ميادين التفاعل الثوري واستحقاقاته الكبرى. وشدد على أن “العملية السياسية الحالية عبثية ولا تؤدي إلى شيء”.