جسر: متابعات
قال عضو الهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل إن “التفاهم الحاصل بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري يتعلق بحماية الحدود فقط، وإن ما حصل هو تفاهم وليس اتفاقية نهائية”، مؤكداً أنهم سوف يسعون خلال المباحثات المستقبلية إلى ضمان الاعتراف بالإدارة الذاتية، وكذلك العمل على تحرير عفرين من الوجود التركي.
تصريحات خليل جاءت خلال مشاركة برنامج تلفزيوني على فضائية روناهي للحديث حول حيثيات التفاهم الجاري بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري.
خليل تطرق بداية إلى الأوضاع العامة في مناطق شمال وشرق سوريا وقال بهذا الصدد “نحن في خضم حرب عالمية، يجب أن نعرف كيف نحافظ على مكتسباتنا، حتى الآن قدما 11 ألف شهيد وحققنا مكاسب كبيرة. ويجب أن نفي بوعدنا، يجب أن ندافع عن المكتسبات التي حققناها ولا نفقد المكتسبات التي حققها شهدائنا وشعبنا. خلال مرحلة الحرب ضد داعش كانت هناك علاقات تواصل مع أمريكا ومع التحالف الدولي إلى مرحلة معينة، واستفدنا منها إلى درجة ما، وبهذا بحد ذاته يعتبر مكسباً.
علينا إيجاد طريق للحل
وأضاف خليل “كانت لدنيا علاقات مع روسيا، إلا أن روسيا غيرت موقفها مع حرب عفرين، وشهد العالم أجمع كيف تم تسليمها للأتراك”.
وقال خليل “قرار الأمم المتحدة رقم 22/54 ينص على أنه يجب أن يتم التوافق في سوريا أولا من أجل الحل، ولكنهم لم يتمكنوا من تطبيقه. ونحن قلنا مراراً أننا مستعدون للاتفاق، ولكن وقتها لا النظام ولا القوى التي تدعمه وافقت على ذلك. الآن ظهر وضع جديد، وضع لا يرضي روسيا ولا النظام ولا القوى العالمية ولا يرضينا. وهو أن إردوغان بدأ بالهجوم. إردوغان ليس بمفرده، بل هناك قوى تقف خلفه… وهذا يعني أن هناك قرار بتقسيم سوريا والقضاء على الشعب الكردي والشعوب الأخرى، وبما أن هناك مثل هذا القرار فيجب علينا أن نرى ماذا سنفعل”.
ما حدث هو تفاهم وليس اتفاقاً
وأشار خليل إلى أن روسيا تسعى إلى تعزيز دورها وإضعاف موقف التحالف الدولي. “والنظام الذي يسيطر على 60 بالمائة من الأراضي السورية، يريد أن يثبت وجوده. والمهم بالنسبة لنا هو أننا لا نريد أن تحتل أراضينا ونريد حماية شعبنا، وعليه فقد تمت الاجتماعات.. وحتى لو كانت مجرد خطوة صغيرة إلى أنها ستشكل البداية، هذه بداية وليست اتفاقاً.
لا بنود لهذا التفاهم، لأنها ليست اتفاقية. كل طرف يتحدث عن أمور مختلفة. نحن نقول إن حدود هذا الوطن تتعرض للتهديد، ولا نريد أن تنقسم البلاد. وقلنا إذا لم تكونوا ترغبون بتقسيم البلاد فإن حماية الحدود هي مهمة العاصمة، وهكذا هو الأمر في القوانين الدولية.”
هدفنا من التفاهم حول انتشار قوات النظام على الحدود هي؛ يجب أن تكون هناك قوة باسم دمشق. لأنهم يمثلون سوريا في الأمم المتحدة. فإذا انتشر الجيش على الحدود فهذا يعني بالنسبة للأمم المتحدة أنه ليس هناك تقسيم، ويظهر سيادة الدولة السورية. وإذا أصرت الدولة التركية على الهجوم رغم ذلك، فهذا يعني أنها تعتدي على السيادة السورية”.
خليل عبر عن قلقه إزاء تنفيذ التفاهم وألا يتكرر سيناريو عفرين “نحن قلقون من تكرار وضع يشبه وضع عفرين. لذلك فإننا نحتسب لهذا الأمر. لا نستطيع القول إن روسيا وعدتنا وقضي الأمر. نعم روسيا وعدتنا، روسيا كانت حاضرة في اللقاءات. ولكن هذه محاولة. ونحن بدورنا قلنا فلتأتي قوات النظام إلى الحدود للدفاع عنه. والعالم كله شاهد على قرارنا. فإنا نفذوا وعودهم فهذا أمر جيد، أما أذا لم يفعلوا فإننا سنواصل مقاومتنا.
التفاهم يشمل الحدود فقط
وأكد ألدار خليل أن الاتفاق مع النظام يشمل وضع الحدود فقط “لم يتم الاتفاق حول وضع الإدارة والمدن. كنا طلبنا سابقاً التفاهم حول موضوع حماية الحدود، لكن النظام كان يرفض، والآن أيضاً ما كان ليقبل لولا أنه مجبر. ونحن قلنا لهم تعالوا إلى الحدود، هناك مناطق لن يستطيعوا الوصول إليها. تم الانتشار في بعض المواقع في المنطقة الواقعة بين مدينة منبج ومناطق سيطرة الدولة التركية.
حيثيات التفاهم.. الهدف الأساسي تحرير عفرين
وبحسب خليل فإن التفاهم يشمل رفع العلم السوري في المناطق الممتدة من ديرك إلى راس العين، ومن تل أبيض إلى كوباني وكذلك في منبج. “مناطق الحرب غير مشمولة بالتفاهم. وعندما تفرض السيادة السورية على هذه المناطق، فإن المعارك ستتواصل في مناطق الحرب. وإذا استفدنا من الاتفاق، وعملت روسيا وأوفت بوعدها بفرض حظر الطيران على المنطقة، فإننا سوف نتمكن من القتال هناك. أما الأمر الأهم الآخر الذي تم الحديث حوله هو كيفية تحرير عفرين. قلنا لهم، لنحرر عفرين، وأنتم يمكنكم حماية الحدود. لا نطلب منكم شيئاً، لا سلاح ولا قوات عسكرية، نطلب فقط حظر الطيران في أجواء عفرين، افتحوا لنا الطريق وسنحرر عفرين بأنفسنا. إلا أن هذا الأمر لا يمكن حسمه بعدة جلسات. لا زالت أمامنا مرحلة حوار ومفاوضات، من الآن فصاعداً سنعمل على الوصول إلى اتفاقية. وسنحاول أن نجر النظام إلى القبول بالإدارة الذاتية، وتحديد علاقة الإدارة مع دمشق، ومكانتها في الدستور. بعض هذه الأمور قد يستمر النقاش حولها لسنوات. ما نطلبه في هذا الوطن هو إدارة ديمقراطية بنظام لا مركزي، وهذا الأمر يتطلب وقتاً طويلاً.”
ونوه خليل إلى أنهم سيسعون خلال المباحثات والحوارات إلى ضمان الإدارة الذاتية، مشيراً إلى أن طرف النظام يسعى إلى مناقشة إدارة ذاتية كردية، بينما هم يسعون إلى مناقشة إدارة لجميع شعوب شمال شرق سوريا تضم جميع المكونات.
كما أكد خليل أنه ليس هناك ما يضمن أن تتغير هذه الأوضاع “الروس قطعوا وعداً، ولكن وكما يقول الكرد “لا نستطيع أن نقسم بدلاً عنهم”، ولكنه أمر مفيد، الرأي العام العربي يقول إنكم فعلتم الصواب وأن النتائج ستكون إيجابية. هذا الأمر سوف يزيد من عدد حلفائنا، العديد منهم أبدى مواقف مؤيد لنا، المنزعجون هم المجموعات المرتزقة التابعة لأردوغان، وكذلك تركيا وقطر هي المنزعجة من الامر، أما البقية فإن مواقفهم إيجابية.
أمريكا قالت لنا، حلوا مشاكلكم، مهمتنا انتهت، ولكن هناك احتمال بأن تظهر تناقضات بين أمريكا وروسيا بعد هذا القرار، وربما تفشل اتفاقاتهم، ولكن هذه تبقى مشكلتهم.
المصدر: وكالة أنباء هاوار/ ١٤ تشرين الأول ٢٠١٩