جسر: متابعات
أعادت حادثة منح الشاب السوري “محمود عثمان” الجنسية التركية، على خلفية انتشاله لسيدة تركية من أنقاض الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا منذ أسبوع، إلى الأذهان قصة “سبايدرمان” الفرنسي الذي حصل عام ٢٠١٨ على الجنسية الفرنسية إثر عمل بطولي بالفعل قام به.
الشاب المنحدر من مالي الافريقية، مامودو غاساما، البالغ من العمر 22عاماً، كان مهجراً من مالي ولديه “إقامة سفر” إيطالية تسمح له بالتجول في إيطاليا لمدة خمس سنوات ( 2017-2022) وبعض الدول الأوروبية منها فرنسا لمدة ثلاثة أشهر، لكن هذه الإقامة لا تخوله العمل في فرنسا، التي دخل أراضيها.
تسلق الشاب دون أي تردد شرفات إحدى البنايات في الدائرة الثامنة عشرة لباريس، حتى وصل إلى الطابق الرابع، حيث كان يوجد طفل، يبلغ من العمر أربعة أعوام، على وشك السقوط وأنقذه من موت محتم، في ’’خطوة بطولية وملئية بالانسانية’’، لاقت إشادة كبيرة من الفرنسيين، خاصة بعد متابعة الملايين منهم لفيديو الواقعة الذي انتشر على منصات التواصل الاجتماعي. و وصف كثيرون الشاب بأنه ’’سبيدرمان حقيقي’’، مطالبين بتكريمه ومنحه الجنسية الفرنسية.
قال الشاب ’’كنت أسير بجوار المكان مع صديقتي، فشاهدنا تجمعا أمام المبنى ، وعندما اقتربت ورأيت المشهد سارعت من دون أي تفكير إلى تسلق شرفات المبنى حتى أنقذ الطفل- والحمد لله تمكنت من ذلك. كان يبكي وعندما سألته أين والدتك ؟ . قال لي لقد ذهبت إلى حفلة’’.
وأشادت عمدة باريس آن هيدالغو بالخطوة ’’البطولية’’ لمامودو غاساما، التي مكنت من انقاذ حياة طفل. وأوضحت على حسابها على تويتر، أنها اتصلت به هاتفيا لتشكره على شجاعته. فيما قال نائبها المكلف بالسكن يان بروسات، إن الدولة الفرنسية “بحاجة إلى أشخاص مثل مامودو غاساما، معتبرا أن ماقام به هذا الشاب المهاجر إشعار لأولئك الذين يبصقون على المهاجرين طول اليوم’’.
واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الشاب المالي الذي تحول إلى ’’بطل’’ على منصات التواصل الاجتماعي، وقد حيّا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشاب المالي على شجاعته بمنحه ميدالية شرف وطنية. كما منحه الجنسية الفرنسية وعمل كرجل اطفاء.