جسر: متابعات
تداولت التنظيمات المتطرفة معلومات متضاربة حول الجهة المسؤولة عن مقتل الجهادي “أبو أحمد الجزائري”، في بلدة اطمة شمالي ادلب في 3 كانون الأول/ديسمبر.
وبرغم توفر بعض الدلائل في موقع الحادثة، تشير إلى أن العملية من تنفيذ “التحالف الدولي”، إلا أن الاحتمالات تبقى مفتوحة حول وقوف جهات أخرى وراء العملية، خاصة وأن الجزائري يعمل مدرباً عسكرياً، ولجهات أخرى مصلحة في قتله، كما أنه لا ينتمي لأي تنظيم متطرف في ادلب، ولم يتبنَ التحالف حتى الآن عملية الاغتيال.
وكان “أبو أحمد الجزائري” يعمل مدرباً عسكرياً في الأكاديمية العسكرية المركزية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” شمال غرب ادلب، وقد بدأ التدريب لصالحها منذ بداية العام 2019، ويقدم لعناصرها والمنضمين الجدد إلى صفوفها تدريبات خاصة في “حرب العصابات” وتكتيكات الاشتباك القريب والتسلل، وعمل مدرباً خاصاً لـ”العصائب الحمراء” التابعة لـ”تحرير الشام” منذ تأسيسها مطلع العام.
“أبو أحمد الجزائري” ولقبه “أبو أحمد المهاجر” من الجنسية الجزائرية، وصل إلى سوريا قادماً من أفغانستان مطلع عام 2013، ولديه خبرة واسعة في التدريب والتأهيل القتالي اكتسبها أثناء وجوده في أفغانستان، وعمل بعد وصوله إلى الشمال السوري مدرباً في معسكرات الفصائل الإسلامية، “أحرار الشام” و “جيش الأحرار” وغيرها من الفصائل التي أمنت له الحماية والأجر مقابل خدماته، وعادة ما يلجأ المهاجرون المستقلون إلى العمل مع التنظيمات الأقوى للحصول على إقامة آمنة والأجر المادي، أو لتفادي مضايقاتها على الأقل.
لا ينتمي “المهاجر” لأي فصيل إسلامي أو تنظيم متطرف في ادلب، وظل محتفظاً ببيعته لطالبان أفغانستان منذ وصوله إلى ادلب، وعمل لفترة من الزمن قبل عام 2017 مدرباً مع “كتيبة الإمام البخاري” في حلب وادلب، وهي التشكيل الإسلامي الأبرز الذي ظل محتفظاً ببيعته لطالبان أفغانستان، ومقاتليها في الغالب من المهاجرين الأوزبك، وأسست عام 2013. كما قاتل “الجزائري” في صفوفها في بعض المعارك، وبعد مقتل قائد الكتيبة، صلاح الدين الأوزبكي، في نيسان/أبريل 2017، والذي أثر على وضع الكتيبة وأضعفها، عاد “الجزائري” للعمل في التدريب لصالح مختلف الفصائل الإسلامية.
بعض الإسلاميين المناهضين لـ”تحرير الشام”، حملوها مسؤولية مقتل “الجزائري”، ورجحوا أن تكون عملية الاغتيال من تنفيذ “التحالف الدولي”. الشيخ علي العرجاني، قال في موقع “تلغرام”، إن “مقتل المدرب الجزائري لم يكن صدفة، كل من اقترب من عصابة الجولاني من المجاهدين النخب الذين جاءوا من أفغانستان والذين تلاحقهم أميركا تم تحديد مواقعهم واستهدافهم، الجزائري كان يعمل لسنوات في المحرر ويقدم الدورات العسكرية وهو آمن، وبعد أن بدأ بإعطاء بعض الدورات في الهيئة تم استهدافه”.
الدور المفترض لـ”تحرير الشام” في مقتل “أبو أحمد المهاجر” ممكن، فالعديد من عمليات الاستهداف التي تمت طالت مقاتلين سابقين في أفغانستان، غالبيتهم من “تنظيم القاعدة” قتلوا في عمليات استهداف مشابهة في ادلب، أو من خلال عبوات ناسفة وضعت في سياراتهم، وكانت “تحرير الشام” قلقة من انضمام أعداد كبيرة من الجهاديين إلى صفوف المنشقين، وتخشى من تشكيل فصيل جهادي منافس لا يمكن ضبطه، وقد تكون “تحرير الشام” بالفعل متورطة في تسهيل عمليات الاغتيال، أو على الأقل رفعت غطاء الحماية عنهم ليتم استهدافهم.
المصدر: المدن