جسر: متابعات:
يشعر النشطاء السوريون المقيمون في تركيا بقلق شديد، بسبب حوادث الاعتقال التي تجري بحق ناشطين أو ضباط سابقين يتعرضون بالانتقاد لبعض مواقف الحكومة التركية المتعلقة بسياستها إزاء الملف السوري، في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، وفي ظل تغيير السياسة التركية تجاه الملف السوري منذ عام 2016.
وفي الفترة الأخيرة تغيرت طريقة الاعتقال، حيث يختفي الشخص المطلوب بطريقة تبدو أقرب لأسلوب الخطف، وذلك تجنباً لإثارة التساؤلات وردود الأفعال خصوصاً بعد التفاعلات والاحتجاجات التي حصلت إثر اعتقال العميد”أحمد رحال”.
آخر حوادث الاعتقال التي تشبه الاختطاف، تلك التي حدثت مؤخراً مع رجل الأعمال السوري “صفوان موقت،” حيث خرج من منزله في غازي عنتاب في حي “الإبراهيمي” في 28 أيلول الماضي، لكنه لم يعدْ.
أبلغت عائلة موقت السلطات التركية بالأمر فور انقطاع الاتصال معه، لكن الجهة الأمنية اكتفت بإبلاغ عائلة صفوان، بأن الأمر قد يكون عملية اختطاف حيث كشفت كاميرات المراقبة أن سيارةً كانت تلاحقه، لكن العائلة وجدت سيارته مركونة بالقرب من منزله مما يضعف هذه الرواية. وبحسب العائلة فلم تبد السلطات الأمنية تفاعلا مع الحدث ولم تتعاون على صعيد البحث عنه، مما يوحي بأنها على علم بالجهة التي اختطفته.
صفوان موقت هو مدير معهد شرق المتوسط للدراسات والتدريب المدعوم من أمريكا ومرخص من قبل الحكومة التركية ويعمل في الداخل السوري بموافقة الجهات الفصائلية الموجودة هناك.
بعض التسريبات التي نقلتها وسائل إعلام عن أحد أصدقاء صفوان أفادت أن السلطات التركية تنظر لصفوان على أنه ربما يكون على صلة مع المخابرات الأمريكية، وقد تستفيد منه بالحصول على معلومات.
و لاتفصح السلطات التركية عن المعتقلين من النشطاء لديها، ولاعن مكان احتجازهم أوالتهم الموجهة إليهم، وما حصل مع العميد رحال مؤخراً يثير الشكوك الكبيرة في ذرائع السلطات التركية، حيث أصبح كل من ينتقدها معرضاً لمصير مشابه لمصير العميد، في ظل غياب شبه تام لتعاون قوى المعارضة السورية الموجودة على الأراضي التركية. والتي تبدو بلا تأثير.
وبحسب ما أدلى به ناشط سوري حقوقي يقيم في غازي عنتاب لموقع “الحرة”، إنّه “منذ قرابة الأربع أشهر، بدأنا نلاحظ اختلافاً في طريقة اعتقال شخصيات من المعارضة السورية في تركيا، التي أصبحت أشبه بعمليات خطف”، مشيراً إلى أنّه “في السابق كانت السلطات التركية تخلق تهماً وهمية لتبرير فعلتها، ولكنها باتت أكثر وضوحاً في نهجها”.
وأوضح أنّه “قبل أشهر قليلة، اختفى ضابطين سوريين منشقين من مدينة انطاكيا، قالت الأجهزة الأمنية حينها أنّهما خطفا لأسباب مجهولة، وسيارتهما مركونة في مكان معيّن، ليتبين فيما بعد أنه المخابرات التركية من قامت باعتقالهما، وأفرجت عنهما بعد 24 يوماً.”
مرجحا أن يكون السبب وراء اعتقال الضابطين هو موقفهما من إرسال مقاتلين سوريين إلى أذربيجان.
وفي أحاديثهم الهامسة يتوزع النشطاء السوريون مخاوفهم من تعرضهم لمصير مشابه، خصوصا إن انتقدوا موقف السلطات التركية بخصوص تعاملها الأخير مع القضية السورية، ويذهب بعضهم بالزمن إلى الوراء أكثر حيث يستذكر الطريقة التي اختفى فيها المفقدم “حسين هرموش” والتي تم بعدها تسليمه إلى أمن نظام الأسد الذي يرجح أنه قام بتصفيته في سجونه.