مراسل حلب-جسر:
حصلت صحيفة “جسر” على معلومات تشير إلى قيام المليشيات الايرانية بتحويل العديد من المدارس والمنشآت والمنازل المدنية بريف حلب الجنوبي، إلى مقرات عسكرية تابعة لها، وأماكن راحة لعناصرها، بديلاً عن مطار النيرب العسكري الذي تحول إلى نقطة اشتباكات مستمرة بين المليشيات الموالية لايران والقوات الروسية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه مليشيا “الدفاع الوطني” الموالية لروسيا، بافراغ مقراتها العسكرية بريف حلب الجنوبي والشرقي، المنطقة التي تعتبر معاقل للميليشيات والقوى الإيرانية، والتوجه نحو مدينة حلب والتمركز في الأحياء الشرقية والشمالية التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة.
وأفاد مصدر “جسر” بقيام “مليشيا لواء “فاطميون” الأفغاني الموالي لايران، والذي انضوى مطلع العام الجاري تحت راية حركة “النجباء” العراقية، قام بتحويل مدرسة بلدة “رسم بكرو” للتعليم الأساسي قرب جبل عزان بريف حلب الجنوبي، إلى مقر لمليشياته المتمركزة على جبهات ريف حلب الجنوبي، إضافة إلى سيطرة عناصر اللواء على المنازل التي هجرها أصحابها داخل القرية.
كما أفاد المصدر بسيطرة المليشيات الموالية لايران على منطقة “المداجن” ومعظم “الهنكارات” التي تستخدم لتربية الدجاج، قرب جبل عزان، مستغلين عدم تواجد المدنيين داخل القرية، إضافة إلى السيطرة على الأراضي والممتلكات المدنية في تلة “التينة” قرب بلدة “عزان” وتحويلها إلى أماكن منامة وراحة للعناصر المتمركزة في ثكنة “جبل عزان”.
كما حصلت صحيفة “جسر” على معلومات تفيد بانشاء مليشيا لواء “الامام الباقر” محكمة خاصة به في بلدة “جبرين” بالريف الجنوبي الشرقي، للبت بالقضايا والمخالفات التي تجري ضمن مناطق سيطرته، إضافة إلى وجود “سجن” تابع للواء في البلدة، كان قد أنشئ فور سيطرة قوات النظام والمليشيات الداعمة له على ميدنة حلب.
كما قامت المليشيات العراقية، بالسيطرة على المنازل المهجورة في قرى وبلدات “الحاضر، الوضيحي، ذاذين، جورة علوش ومنطقة الحص” بريف حلب الجنوبي، وتحويلها إلى مقرات عسكرية و منازل تؤوي عائلات المتزوجين من مقاتلي المليشيات.
في حين بدأت المليشيات الايرانية والحرس الثوري الايراني بتدعيم مراكز تواجدها في تلة “العدنانية” وقرية “مصيدة” قرب طريق “خناصر_معامل الدفاع” بريف حلب الشرقي، إضافة إلى سيطرتها على الكتائب المهجورة قرب مدينة “السفيرة” وكتائب الدفاع الجوي قرب منطقة “الواحة” التابعة لمدينة السفيرة أيضاً.
في الوقت ذاته، أكدت مصادر “جسر”، أن مليشيا “الدفاع الوطني” قامت بإفراغ كامل مقراتها العسكرية في ريف حلب الشرقي القريبة من مدينة “السفيرة” ومنطقة “معامل الدفاع” وانسحبت إلى داخل المدينة وجبهات القتال قرب بلدة “تادف” التي تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الايرانية وقوات النظام من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى.
كما أكد المصدر قيام الشبيحة بالانسحاب من القرى والبلدات القريبة من جبل عزان، وتمركزهم في القرى المجاورة لمدينة حلب من جهة حيي “الشيخ سعيد والمرجة”، وذلك بعد تصاعد الخلاف الروسي الايراني في المنطقة، وتخوف المليشيات الايرانية من تبعية الشبيحة للقوات الروسية.
وتأتي عمليات سيطرة المليشيات الايرانية على المراكز والمنشآت المدنية قرب مطار النيرب العسكري تحديداً، نتيجة تصاعد الخلافات بين القوات الروسية وايران في حلب، والتي تحولت إلى اشتباكات مسلحة بين ميليشيات الطرفين في معظم المناطق التي يتقاسمان السيطرة عليها، والمناطق التي تحاول روسيا السيطرة عليها، بهدف تحجيم نفوذ إيران على ما يبدو في محافظة حلب.