جسر: متابعات:
تتداول أوساط المعارضة معلومات حول هدنة جديدة في ادلب ومحيطها، تتضمن إيقافاً طويل الأمد للهجمات البرية التي تشنها مليشيات النظام الروسية، وإيقاف حملة القصف الجوية والبرية تمهيداً لفتح الطرق الدولية قبل نهاية عام 2019، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
الهدنة ستتزامن مع إجراءات مفترضة للمعارضة المسلحة والمليشيات، كالانسحاب من منطقة “خفض التصعيد” وانتشار دوريات الشرطة العسكرية الروسية-الترطية المشتركة، على جانبي الطرق الدولية.
هجمات برية مستمرة
في غضون ذلك، تصدت الفصائل المعارضة والإسلامية، لهجوم بري عنيف شنته مليشيات النظام الروسية نحو بلدة تل دم في ريف معرة النعمان الشرقي جنوب شرق ادلب، وشهدت الجبهات اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وقصفت المليشيات بالأسلحة الثقيلة تل دم وجفرة وأم التينة وحلوان وعدداً من القرى القريبة من خطوط التماس والمحيطة في محور العمليات العسكرية.
مصدر عسكري في “فيلق الشام” التابع لـ”الجبهة الوطنية للتحرير” أكد لـ”المدن”، أن عدداً من عناصر القوات الخاصة الروسية، و”الفيلق الخامس” وقعوا في كمين ليلي نصبه مقاتلو “الجبهة الوطنية” في جبهات تل دم أثناء محاولتهم التقدم في المنطقة، وتم قتل مجموعة كاملة وأسر عنصر من المهاجمين، وبحسب المصدر، حاولت المليشيات التقدم من مواقعها في سرجه نحو تل دم بعد أن مهدت بقصف المنطقة المستهدفة بالمدفعية والصواريخ.
عودة المليشيات لإشغال محاور ريف المعرة شرقي ادلب جاء بعد توقف الهجمات الفاشلة في جبهات كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي، وخسارة المليشيات لأكثر من 20 قتيلاً من العناصر والضباط في المعارك التي استمرت حتى وقت متأخر من ليلة الجمعة/السبت.
هل تتوقف المعارك والقصف؟
تتداول المعارضة معلومات حول وقف محتمل للتصعيد في ادلب وفق تفاهمات تركية-روسية مفترضة، في حين تواصل مليشيات النظام تصعيدها الميداني وفي المواقع الإعلامية الموالية تتحدث عن تصعيد عسكري قادم لا محالة ضد المعارضة وصولاً للطريقين الدوليين، وتقول إن التحضيرات للعمليات المفترضة قاربت على الانتهاء بعد وصول تعزيزات عسكرية إضافية، ومن بين التعزيزات مدرعات ومركبات عسكرية وراجمات روسية جديدة سيتم استخدامها لأول مرة في معارك المليشيات في ادلب.
بعض الأخبار والمعلومات التي تتداولها المعارضة تتحدث عن قبول مفترض للفصائل المعارضة والإسلامية بالانسحاب الجزئي من منطقة “خفض التصعيد” والسماح لدوريات تركية-روسية مشتركة تمهد لفتح الطريقين الدوليين، حلب-دمشق، وحلب-اللاذقية قبل نهاية عام 2019، ويقابل انسحاب الفصائل المفترض من المنطقة، انسحاب مشابه لمليشيات النظام من المناطق التي سيطرت عليها خلال عملياتها العسكرية التي بدأت في أيار/مايو الماضي شمالي حماة وصولاً إلى الأطراف الجنوبية في ادلب.
مدير المكتب السياسي في “فرقة المعتصم” التابعة لـ”الجيش الوطني” مصطفى سيجري، قال لـ”المدن”، إن ” الحديث عن تفاهمات روسية تركية وصفقة سرية لتسليم روسيا الطرق الدولية والانسحاب من بعض المدن والبلدات لصالح النظام إشاعات كاذبة مصدرها العدو لبث الفتنة ولإضعاف روح المقاومة عند الشارع السوري، سيناريو يتكرر ويسبق كل عدوان، الأدوات ذاتها والأبواق نفسها”.
المعلومات المتداولة بين المعارضة حول عودة مفترضة للهدنة في ادلب لم تؤكدها المعارضة المسلحة بشكل رسمي، واعتبرها بعض قادة الفصائل شائعات تفتقد للدقة يروجها النظام لخلق بلبلة في أوساط المعارضة، وهي شائعات اعتاد النظام على ترويجها أثناء المعارك وهي تندرج في إطار الحرب الإعلامية والنفسية.
المتحدث باسم “الجيش الوطني” الرائد يوسف حمود، قال لـ”المدن”، إن حدوث تغييرات ميدانية في ادلب واردة جداً خلال الفترة القادمة وليس بالضرورة أن تكون متطابقة مع المعلومات المتداولة، وبحسب حمود، المواقف الدولية تلعب دوراً أيضاَ.
نائب مسؤول المكتب السياسي في “لواء السلام” التابع لـ”الجيش الوطني” هشام سكيف، أكد لـ”المدن” أن الحديث عن اتفاق هدنة جديد كما يروج غير صحيح حتى الآن، وأن المليشيات الإيرانية تحاول أن يكون لها دور أكبر في الفترة الحالية وبدا ذلك برضا روسي لزيادة الضغط وتحصيل المزيد من المكاسب لكن الأطراف تبدو حريصة على أن لا تنفجر الأوضاع، وتبقى الأوضاع الميدانية بين شد وجذب.
من جهة ثانية، أكد مصدر عسكري لـ”المدن”، أن الفصائل المعارضة والإسلامية حضرت لهجوم بري معاكس في جبهات جنوب شرق ادلب مؤخراً لاستعادة القرى والبلدات التي سيطرت عليها المليشيات، لكنها توقفت بشكل مفاجئ عن العملية. وبحسب المصدر، قد يكون سبب منع التصعيد من جانب المعارضة في الوقت الحالي يعود إلى اتفاق تركي-روسي محتمل يلزم المليشيات بالتوقف عن الهجمات والقصف والعودة مجدداً إلى اتفاق الهدنة الأخيرة التي بدأت في 31 آب/أغسطس الماضي.
(المدن)