جسر: متابعات:
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، السفير جيمس جيفري، إن “تنظيم انتخابات مجلس الشعب السوري الأخيرة دلالة على عدم اهتمام النظام بشعبه، وهي خطوة تمثل استفزازا كاملا وحقيرا ضد السوريين، مؤكدا مواصلة الولايات المتحدة الضغط على دمشق اقتصاديا وسياسياً ودبلوماسياَ”.
وشدد جيفري في مقابلة خاصة مع راديو سوا، على أن نظام بشار الأسد لم يعبأ بالنازحين واللاجئين وحرمهم من المشاركة السياسية، في إشارة إلى المقيمين خارج البلاد، وهم أكثر من خمسة ملايين سوري.
وتابع جيفري أن الانتخابات “تأكيد آخر على أن نظام الأسد الديكتاتوري المجرم غير مهتم بالشعب السوري، لم نكن نتوقع انتخابات نزيهة أو حرة، فهم لم ينظموا انتخابات نزيهة وحرة في ظل نظام البعث، هذا الأمر ببساطة غريب عن فلسفتهم، إنهم يخادعون ويكذبون ويبالغون في النتائج لصالح قائدهم طوال الوقت”.
وعن الاختلاف في هذه الانتخابات عما سبقها بين جيفري أنه هروب نصف سكان البلاد من نظام الأسد عبر الحدود أو كنازحين في مناطق ليست تحت سيطرة النظام، وقال “لقد منعوا رسميا 25 في المئة من الشعب هم الذين هربوا إلى مخيمات اللجوء، ولا أولئك الذين يسكنون في مناطق أخرى كشمال شرق البلاد بالتصويت، وبالتالي فهي خدعة تامة ولا يحاولون حتى إخفاء حقيقة أنها خدعة تامة”.
وأكد جيفري مواصلة ضغط الولايات المتحدة على دمشق وأن موقف واشنطن من النظام السوري يحظى بدعم عربي ودولي واسع ولا خلاف عليه بين قطبي السياسة الأميركية الرئيسيين، مشدداً على أنهم سيضيقون الخناق المالي والاقتصادي والدبلوماسي على النظام السوري بنحو أكبر، بغض النظر عن هوية أي إدارة”.
وأضاف أن قانون قيصر مر بأغلبية ساحقة من الجمهوريين والديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، “لدينا دعم الجميع في أميركا ودعم حلفائنا الأوروبيين والعرب، وسوف نواصل زيادة الضغط حتى نرى نتائج لأنه لا خيار لدينا، فهذا النظام ليس خطرا فقط على شعبه، بل على جيرانه وعلى المنطقة ويشكل خطرا على الولايات المتحدة وسنعمل ضده”.
وأشار جيفري إلى أن المجتمع الدولي يقف بجانب الولايات المتحدة، موضحا بالقول: “لقد أرسلنا رسالة لنظام الأسد عبر مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي عندما حصل من يقفون معه بالكاد على ثلاثة أصوات أو أربعة من أصل 15 صوتا”.
وأضاف “أرسلنا لهم رسالة عبر قانون قيصر، والأسواق المالية ترسل لهم رسالة مع الانهيار الكلي لليرة السورية”.
وحول ما إذا كانت الإدارة الأميركية تفكر في تغيير نظام الأسد، قال جيفري “إننا حذرون في التأكيد على أننا لسنا بصدد تغيير النظام، بل تغيير سلوك النظام”.
غير أن جيفري أشار في الوقت نفسه إلى أن هناك قدرا كبيرا من عدم الرضا حتى من بين بعض الفئات السورية التي دعمت تقليديا حزب البعث وعائلة الأسد في السلطة، “لأن ما قدموه حتى لأنصارهم، ناهيك عن بقية سوريا، قدموا حربا وقودها أبناؤهم، واقتصادا متهاويا ولا إشارة للنهاية”.
وتابع جيفري “لا أدري أي ضغط في النهاية سيكون فاعلا، سواء من حلفائه، أم من الأسد نفسه، أم من أنصاره، أم من حزب البعث، لكننا على ثقة بأنه عاجلا أو آجلا سيكون هناك توقف”.
المصدر: الحرة 21 تموز 2020