جسر: دير الزور:
ماتزال المعارك متوقفة بين قسد و تنظيم داعش، منذ نهار الامس، ومن المفترض أن يستمر ذلك اليوم وغداً، وفق الهدنة تم التوصل إليها بين الطرفين قبل يومين.
(انظر تقرير جسر حول الهدنة )
وقد حاول مراسلنا تقصي اسباب وشروط تلك الهدنة الغامضة، وتوصل إلى المعطيات التالية:
-وفق قادة في قسد فإن الباعث الاساسي لابرام تلك الهدنة، هو نحو ٥٠٠ معتقل لدى “داعش” هدد التنظيم المتطرف باعدامهم بشكل جماعي، في حال لم يتوقف الهجوم عليه. وتواجه قسد ضغوطاً شعبية من أهالي المعتقلين لتفادي تصفية هؤلاء، وايجاد صيغة لانقاذهم، خاصة أن المعتقلين هم من خصوم داعش ومناوئيه، وبعضهم من محاربيه الذين تم اسرهم في المعارك الدائرة ضده. (انظر تقرير جسر عن الاحتجاجات في بلدات الشعيطات ).
علاوة عن توقف الهجوم على طلب قادة “داعش” اغذية ومعدات طبية للمعتقلين، الذين لا يتلقون على ما يبدو أي رعاية في ظل نفاذ الطعام والمستلزمات الطبية لدى عناصر التنظيم المحاصرين. وتم بالفعل ادخال سبع شاحنات من المواد الغذائية والطبية إلى جيب داعش الأخير.
-من ناحية أخرى، علم مراسلنا أن أمراء وقادة “داعش”، حملوا معهم إلى آخر مناطق سيطرتهم، جزء كبير من “مالية” التنظيم، ويحتمل أن بينها كمية من سبائك ذهب بنك الموصل، ويريد قادة قسد الاستيلاء عليها، وعدم تعريضها للتلف أو الاختفاء نتيجة الاعمال العسكرية، وذلك عبر عمليات تفاوض تجري بين قادة من قسد، وأمراء في التنظيم عبر القبضات اللاسلكية، أو من خلال أمنيي وقادة داعش الذين استسلموا في الأيام الماضية، إذ يقوم هؤلاء بمحاولة اقناع زملائهم بالاستسلام ايضاً.
(صورة بعدسة مراسل جسر لرتل اميركي في بلدة الجعابي اليوم)
-وفي السياق ذاته، علم مراسلنا أيضاً، أن قادة في التنظيم، طلبوا فتح ثغرة أو ممر في طوق الحصار الذي تفرضه عليهم قسد للمغادرة باتجاه الأراضي العراقية، وبالفعل فتحت مساء أمس قسد ممراً عبر منه عناصر لداعش، لكن القوات العراقية صدتهم، واعادتهم إلى الأراضي السورية. وعبر تواصله مع الجانب العراقي للحدود، علم مراسلنا بأن اربعة قتلى سقطوا من الجيش العراقي، اضافة لعدد كبير من الجرحى، اثناء التصدي لمحاولة عناصر داعش التسلل إلى مناطق سيطرتهم.
-من ناحية أخرى، نفى مراسلنا نفياً قاطعاً ما اشيع ليلة أمس حول القبض على البغدادي في المنطقة، وقال أنه لم تشاهد أي تحركات استثنائية اليوم أو البارحة، ولا اي تحليق للطيران، وهو ما يفترض على أقل تقدير في حال حصول ذلك، بل أن كافة الوحدات العسكرية في حالة استراحة، ولا يوجد اي استنفار. كما أن قيادات داعش الذين استسلموا لقسد، قد ابلغوهم بأنهم لم يشاهدوا البغدادي أو يلتقوا به طوال السنوات الماضية، وكل ما يذاع عن وجوده داخل الجيب الأخير في سوريا عار عن الصحة.
(فيديو بعدسة مراسل جسر يظهر فيه رتل أمريكي مدرع، وهو يتحرك في قرية الجعابي على بعد نحو ٢٠ كيلو متر عن خط التماس مع داعش)
https://www.youtube.com/watch?v=RztMcRrkErw&feature=youtu.be