جسر: متابعات:
تتدهور الأوضاع الأمنية بشكل ملحوظ في محافظة درعا، فيما تأخذ منحًا خطيرًا بعد موجة واسعة من الاغتيالات الغامضة التي سُجّلت برسم مجهولين، طالت متعاونين مع نظام الأسد وقياديين سابقين بالفصائل المقاتلة.
وأفاد مراسل تجمع أحرار حوران باندلاع اشتباكات متقطعة بين مجهولين وقوات الأسد، مساء الاثنين 29 من تموز، في مدينة الصنمين شمالي درعا.
وأوضح مراسلنا أنّ مجهولين استهدفوا بالأسلحة الخفيفة وبقنبلة يدوية مبنى الأمن الجنائي وحاجز السوق وسط الصنمين، واستمرت الاشتباكات بشكل متقطع لقرابة 15 دقيقة.
ورجّح مصدر محلي في الصنمين لتجمع أحرار حوران أن يكون عناصر اللجان الشعبية التابعين لنظام الأسد من يقفوا خلف استهداف مواقع قوات الأسد في الصنمين، مشيرًا إلى حدوث خلافات بين اللجان والأمن العسكري، أول أمس الأحد.
وبحسب المصدر، فإنّ الخلاف جاء نتيجة طلب الأمن العسكري من اللجان أن يُسلّموا سلاحهم، الأمر الذي قُوبل بالرفض من عناصر اللجان في المدينة ما جعل هؤلاء العناصر يبحثون عن ذرائع لإبقاء السلاح معهم عن طريق استهداف مواقع قوات الأسد.
ولا تُعتبر عملية استهداف حواجز قوات الأسد في الصنمين من قبل عناصر اللجان الشعبية الأولى من نوعها، فقد سبق أن استهدف عنصرين متعاونين مع نظام الأسد حاجز السوق برشقات نارية قبل أسبوعين، ما أسفر عن إطلاق نار عشوائي من قِبل عناصر الحاجز أودى بحياة طفلين.
وفي سياق منفصل، فقد استهدف مجهولون، اليوم الثلاثاء 30 من تموز، سائقًا يعمل في فرع حزب البعث التابع لنظام الأسد “مؤيد أبو خشريف” بإطلاق النار عليه في حي السبيل بمدينة درعا، ما أدى لمقتله على الفور.
كما استهدف مجهولون يستقلون دراجة نارية، أمس الاثنين، متعاون سابق مع الأمن السياسي “وحيد عيسى مروح الأكراد” في حي المطار وسط مدينة درعا بإطلاق النار عليه، ما أدى لمقتله عقب إسعافه إلى مشفى درعا الوطني مصابًا بطلقتين في الرأس والصدر.
و وثّق تجمع أحرار حوران، مساء الاثنين، عملية استهداف لقيادييَن في فصيل جيش المعتز بالله سابقًا، أبو عبادة المصري و راضي الحشيش، بعبوة ناسفة زُرعت أمام منزل القيادي “المصري” في منطقة العجمي غربي درعا، ما أسفر عن إصابتهم بجروح طفيفة.
ورجّح مصدر محلي في المنطقة للتجمع أن يقف نظام الأسد وراء محاولة اغتيالهم، مشيرًا إلى أنّ القيادييَن التزما منازلهم بعد سيطرة نظام الأسد على محافظة درعا قبل عام.
وقُتل يوم أمس متعاون مع فرع أمن الدولة التابع لنظام الأسد “أيمن منير عزو الجلم” متأثرًا بإصابته نتيجة إطلاق مجهولين النار عليه في مدينة جاسم شمالي درعا، يوم الجمعة الفائت.
وكان مجهولون اغتالوا “إياد النمر” بإطلاق النار عليه أمام منزله، الأحد الفائت، في مدينة الحراك شرقي درعا، إذ يُعد “النمر” أحد المتعاونين مع المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد، وفي سجلّه عشرات القضايا الجنائية قبيل الثورة السورية.
يأتي ذلك بعد محاولة مجهولين اغتيال الشيخ “يوسف البكار”، القيادي السابق في فصيل جيش المعتز بالله، ما أسفر عن إصابته في بلدة تل شهاب غربي درعا.
وبحسب مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران فقد ارتفعت حصيلة عمليات الاغتيال في محافظة درعا إلى 13 عملية في أقل من أسبوع، استهدفت شخصيات متعاونة مع نظام الأسد، وأخرى في الفصائل المقاتلة سابقًا.
ولم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال في محافظة درعا، بعد أن أصبحت هذه العمليات حالة عامة تعيشها المحافظة منذ سيطرة نظام الأسد وروسيا عليها.
وتبدو عمليات الاغتيال في المنطقة الجنوبية ممنهجة، وتقف مخابرات نظام الأسد ومليشيا “حزب الله” اللبناني خلف كثير منها، بهدف توسيع رقعة سيطرتها وإحكام قبضتها الأمنية على رقاب أهالي المحافظة بشكل أكبر.
تجمع احرار حوران ٣٠ تموز/ يوليو ٢٠١٩