جسر:الحسكة:
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الشعوذة في أرياف مدينة الحسكة، ونجم عنها خلافات اجتماعية دمرت العديد من الأسر، لظن الكثير منالاشخاص بقيام اشخاص من محيطهم بـ”بعمل سحر” لهم، وعزا السكان حالات جنون وانتحار وطلاق بين الازواج إلى هذه الاعمال، بسبب ما يسمونه بـ”المس الشيطاني” و”التلبس” وغيرها من المصطلحات التي يصدقها الناس في المنطقة عادة.
وذكر مراسلنا أن بعض هؤلاء المشعوذين يظهرون بشكل علني ويتجولون في القرى لخداع البسطاء من الناس ولا سيما النساء، وهن غالبية الضحايا واكثرهم دفعا للأموال، وقال أن هؤلاء يستخدمون الدين، خاصة ما يعرف بالرقية الشرعية، لخداع المستهدفين، وأضاف أن لهؤلاء تأثير على شريحة من البسطاء، حتى أن بعضهم اصيب بالجنون أو طلق زوجته،لفرط قناعتهم بما يدعيه المشعوذين.
وعدد مراسلنا بعض الحالات، مثل حالة السيدة (ف. ا) من سكان حي علايا، التي ذهبت الى السيد صالح الملقب بابو طلال من قرية باقلا بريف القامشلي في محاولة منها لجلب حجاب منه لزيادة المحبة بينها وبين زوجها، بسبب خشيتها من الزواج عليها، الا أن الامر ازاد سوءا واصاب زوجها نوع من الاضطراب النفسي، فطلقها وطردها الى منزل اهلها مع اطفالها الأربعة، بينما يعاني الزوج من نوبات اضطراب عقلي ونفسي، يدخل على اثرها إلى بيوت جيرانه، ويقوم بتصرفات غير مسؤولة، الامر الذي ارغم عائلته على ربطه بحبل.
وفي قرية خربة عمو بريف القامشلي اكدت مصادر اهلية لجسر أن هناك شخص ذاع صيته باعمال السحر و”العلاج الروحاني” يدعى السيد احمد الرفاعي واسمه الحقيقي احمد الفنوش يمارس الشعوذة في منزله وتاتيه زبائن من اماكن بعيدة، ويقوم بادخالهم في غرفته ويقرأ عليهم تعاويذ وطلاسم بصوت عال وغير مفهوم مع اشعال البخور في الغرفة والتلويح بخنجر لامع، ويقول بعض الاحيان لمراجعيه بان الشيطان متلبس بك ويصيح بصوت عال (ايها الشيطان اني امرك بان تخرج من جسد هذا المسلم اخرج اخرج) ويطلب من اهل المريض العودة به بعد 7 ايام لمراجعته لاجراء جلسة ثانية، لكي يبتزمنهممبلغاً آخر.
كما يقوم المدعو احمد الرفاعي بعمل حجابات للشباب والبنات لجلب الحبيب منها ما تعرف محلية بـ (الكامة) حيث يقوم معظم الشباب بشرائها منه بسعر 25 الف ليرة سورية وتعليقها على زنده الايسر ويعترف معظم الشباب بمدى فعاليتها وجلبها للحبيب والتقارب بينهما.
هؤلاء السحرة ينتشرون في القرى النائية والاحياء الفقيرة ويعتمدون على استغلال الناس البسطاء كما يوجد هناك مروجين لهم من اقاربهم يعملون على عمل ما يشابه الدعاية الاعلانية، والحديث عن “انجازاتهم” ليذيع صيتهم في المنطقة، بل صاروا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لتلك الاعمال واصطياد الزبائن تحت مسمى معالج روحاني.
وكانت قرية عريضة في ريف الحسكة قد شهدت قبل سنوات اشتهار شخص يدعى السيد (حسين)، كشخص بارع باعمال “السحر” لكنه افتضح عند اغتصابه لاحدى مراجعاته بدعوى اخراج الجن منها، وعندما اكتشفت عائلتها ذلك قامت بقتلها، ولاحقو “السيد حسين” لقتله ايضاً، فلجأ لتسليم نفسه للشرطة.
وتختلف المبالغ المالية التي يتقاضاها هؤلاء السحرة من شخص الى آخر، فالبعض منهم يترك امر الموضوع المالي للشخص المراجع له، وبعضهم يحدد مبلغ 15 الف ليرة عن الجلسة الواحدة
اما الحجابات والطلاسم فكل حجاب له سعر، فحجاب المحبة أو ما تسمى الكامة فسعرها 25 الف ليرة سورية، أما الطلاسم الأخرى فتتراوح اسعارها بين 10 الاف الى 25 الف منها حجاب الخوف والرزق والسعادة.