جسر – صحف
نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تقريراً بعنوان “عودة داعش تنشر الخوف في سوريا حيث يعيد العنف الجديد فتح الجراح القديمة”، تحدث عن النشاط المتصاعد للتنظيم في سوريا والعراق، والخوف الذي بدأ يسيطر على الأهالي، خصوصاً في مناطق شمال شرقي سوريا.
وتقول الصحيفة إن “سكان دير الزور يخشون عودة تنظيم داعش”، وتوضح أن زعماء القبائل والقادة العسكريين والمحللين يعتقدون أن تنظيم الدولة الإسلامية “يقوم بتجنيد أعضاء جدد بين السكان المحليين الذين يعانون من الفقر، ويصبح أكثر جرأة على تنفيذ أعمال العنف من خلال استغلال حالة عدم اليقين والتوتر الناجم عن الفصائل المتحاربة في المناطق الحدودية المتوترة. وتم ابتزاز الشركات التجارية ومداهمة المتاجر، في حين تم اغتيال العديد من القادة المحليين، من الشرطة إلى أعضاء البلدية”.
وتشير الصحيفة في تقريرها الذي نقله موقع “BBC” إلى أنه لقد بدأ بعض السكان “الساخطين من جميع أطراف الحرب الأهلية التي لا تنتهي في سوريا على ما يبدو، مستائين بشكل متزايد من قوات الأمن المحلية التي يقودها الأكراد، في الاستجابة لنداء داعش”.
وتنقل عن أحد السكان، ويدعى طارق، قوله إن الأمر وصل إلى نقطة يكون فيها “أي شخص يشغل منصبا رفيعا في أي نوع من العمل معرضا للخطر.. الاغتيالات تقلقنا”.
وتضيف أن “قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد تسيطر على هذه الشريحة من شمال شرق البلاد. لقد حذرت الغرب منذ فترة طويلة من أن داعش آخذة في الصعود، ولذا فقد توسلت للحصول على المزيد من الدعم والمعدات، وحثت الدول أيضا على إعادة مواطنيها الذين انضموا إلى التنظيم المتشدد والذين ظلوا محتجزين منذ ذلك الحين”.
لا توجد فكرة مؤكدة عن أعداد عناصر التنظيم تقول الصحيفة في تقريرها، وتضيف “على الرغم من أن المدير التنفيذي لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف أخبر مجلس الأمن الدولي هذا الشهر أن هناك ما يصل إلى 10000 عضو نشط في العراق وسوريا يواصلون شن الهجمات بمعدل ثابت، بما في ذلك عمليات الكر والفر والكمائن والقنابل المزروعة على جوانب الطرق في كلا البلدين”.
وتكمل: “يقول الخبراء إن ما لا يقل عن 1000 من أعضاء داعش المتفرغين يعملون في شمال سوريا في الوقت الحالي، والمزيد ما زالوا رهن الاعتقال. وقد أصبحت هذه مشكلة كبيرة. قالت قوات سوريا الديمقراطية مرارا وتكرارا إنها لا تملك الموارد اللازمة لمراقبة 10 آلاف مقاتل مشتبه بهم من داعش محتجزين حاليا في حوالى 20 مركز احتجاز. ومن بينهم 2000 أجنبي، معظمهم لم يواجهوا محاكمة بعد ورفضت بلدانهم الأصلية إعادتهم إلى أوطانهم، أو، مثل بريطانيا، التي جردتهم من جنسيتهم”.
وتقول دارين خليفة، الخبيرة في الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية إن “الناس اتهموا (قوات سوريا الديمقراطية) بالاستفادة من تهديد داعش لكن لا أعتقد أن هذا صحيح”.
وتضيف “بالطبع، يتم استخدامه سياسيا، لكن الأبحاث تظهر أن تهديد داعش يزداد سوءا. وسيؤدي التقليل من قدرات داعش والمبالغة في تقدير قدرات قوات سوريا الديمقراطية إلى عواقب كارثية وتأثير غير مباشر”.