جسر: متابعات:
أصبحت الصحفية الروسية مارينا أوفسيانيكوفا محط أنظار العالم بعد أن قطعت البث التلفزيوني للقناة الأولى التي تعمل بها، لتعلن رفضها الحرب التي تشنّها بلادها في أوكرانيا.
واختفت الصحفية التي وصفها كثيرون بـ”الشجاعة” لأكثر من 15 ساعة لم يجد خلالها أصدقاؤها ومحاموها أي أثر لها، لكنهم تأكدوا أن الشرطة اقتادتها بعد الواقعة مباشرة إلى المخفر.
وقالت المحامية أناستاسيا كوستانوفا، لقناة BBC الناطقة بالروسية إنها “اتصلت بها عدة مرات ولم ترد، وهذا يعني أنهم يتعمدون إخفاءها وحرمانها من المساعدة القانونية، وأنهم يحضرون لمحاكمة صارمة”.
والثلاثاء، ظهرت الموظفة السابقة في القناة أمام محكمة في موسكو ودفعت ببراءاتها. وقالت أوفسيانيكوفا وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية: “لا أقر بالذنب”.
وقضت المحكمة الروسية المذكورة بتغريمها 30 ألف روبل (280 دولاراً) الثلاثاء بعد تخوّفات أثيرت حول إمكانية الحكم على الصحفية بموجب قانون مرره بوتين ضد من ينشرون معلومات عن الحرب لا تتماشى مع الرواية الرسمية، بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً.
وأصبحت الصحفية وفقاً لقانون مرره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد من ينشرون معلومات عن الحرب لا تتماشى مع الرواية الرسمية مهددة بالسجن لمدة قد تصل إلى 15 عاماً.
وهي أم لطفلين تعشق تربية الحيوانات الأليفة وتهوى السباحة، ولم يعرف عنها الحديث في السياسة، لكن مشاهد الحرب الأوكرانية والظلم الذي تتعرض له الجارة الصغيرة دفعها للاعتراض علنا أمام الملايين، والمخاطرة بكل ما تملك.
ويقول موقع MEA WorldWide إن أوفسيانيكوفا تخرجت من الأكاديمية الرئاسية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة في عام 2005.
وبدأت حياتها المهنية في التلفزيون الحكومي مع قناة “كوبان تي في” ثم انتقلت إلى القناة الأولى قبل عدة سنوات، وهي تعتبر من أهم القنوات في روسيا بنسبة حوالي 250 مليون مشاهدة.
وتقول الصحفية : “عملت بالقناة الأولى لعدة سنوات وعملت على نشر دعاية الكرملين، أشعر بالخجل الشديد من هذا الآن. أخجل من السماح لي بالكذب على شاشة التلفزيون.. كنا صامتين في عام 2014 (احتلال القرم).. لم نخرج للاحتجاج عندما سمم الكرملين (زعيم المعارضة أليكسي) نافالني”.
وأضافت: “نحن فقط نراقب بصمت هذا النظام المعادي للإنسان. والآن ابتعد العالم كله عنا ولن تتمكن الأجيال العشرة القادمة من التخلص من عار هذه الحرب بين الأشقاء”.
وقالت “ما يحدث في أوكرانيا جريمة وروسيا هي المعتدية،” ومسؤولية هذا العدوان تقع على عاتق شخص واحد فقط: “فلاديمير بوتين”.
ودعت الروس إلى الاحتجاج على الحرب وقالت: “فقط لدينا القوة لوقف كل هذا الجنون. اذهبوا إلى الاحتجاجات. لا تخافوا من أي شيء. لا يمكنهم سجننا جميعا”.