تحرير جسر:
يخلي حزب الله مواقع له في بلدة قارة في القلمون بريف دمشق، منذ نحو اسبوعين، حيث شوهدت آلياته على اوتستراد دمشق –حمص، وذكرت مصادر صحفية محلية أن الإخلاء طال حي الكرب والملعب البلدي والبيدر، وشمل إزالة الحواجز بين القارة وجرودها.
وتتزامن “إعادة الانتشار” تلك في وقت يعاني الحزب من أزمة مالية لتمويل جنوده وعملياته، ما اضطر أمينه العام حسن نصر الله لتوجيه نداء غير المسبوق، في شهر آذار الماضي، يحث به انصاره من المدنيين لتقديم تبرعات للحزب.
ونقل موقع المدن في وقت سابق أن موظفو وسائل الإعلام والتعليم والنظم الطبية والعسكرية التابعة للحزب، بدؤوا يتحدثون عن تخفيضات كبيرة في الأجور. ولكن الأهم من ذلك، كما يضيف الموقع، أن المقاتلين وعائلاتهم يشتكون من الأجور المفقودة أيضاً. وهو تطور غير مسبوق إلى حد كبير. وعلى سبيل المثال يُقال إن المقاتلين المتأهلين لا يتلقون سوى نصف رواتبهم (التي تتراوح عادة بين 600 دولار و1200 دولار شهرياً).
علق أحد الناشطين اللبنانيين على تويتر على حملة التبرعات قائلا “ليش جفّت مصادر “الفلوس“؟! أين ايران من خطابك العظيم، طالما بإيران في فلوس، في عنا فلوس؟! على العموم، انزعوا إعلاناتكم عن التبرعات من شوارعنا، فنحن لن نساهم بليرة واحدة لدعم جرائمكم بحق الشعب السوري والثورة السورية“.
بينما يتساءل آخر“ماذا سنفعل بكل هؤلاء المقاتلين الذين تربوا على الدم، لا يعرفوا أي صنعة غير حمل السلاح والقتل.تركوا المدارس وتعلموا الإرهاب وأدمنوا رائحة البارود والدم“.
في حين رأى الصحافي البريطاني كون كوغلين في صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية أن الأخبار عن لجوء حزب الله إلى جمع التبرعات من الجمهور لملء خزائنه، مؤشر واضح إلى أن سياسة العقوبات الأمريكية القاسية على إيران تؤتي ثمارها.
تكشف الأزمة المالية التي تؤثر على حزب الله، أهم حليف للحرس في المنطقة، أن إيران تواجه الآن صعوبات خطيرة حين يرتبط الموضوع بتمويل وكلائها المتنوعين في الشرق الأوسط رغم الصخب الإيراني حول تخطي العقوبات.
وقدر الممثل الخاص للشؤون الإيرانية براين هوك في وقت باكر من هذا الشهر أن إيران تساهم بحوالي 70% من ميزانية حزب الله السنوية المقدرة بحوالي مليار دولار.
ويأمل الحزب من خلال “حملة الملايين لدعم المقاومة الإسلامية” إلى جمع حوالي مليوني دولار شهرياً من الهبات الفردية. يضاف إلى ذلك أن حزب الله يروج لمبادرات تمويلية أخرى مثل حملة “تجهيز مجاهد” لتأمين السلاح والتدريب لمقاتلي حزب الله.
ويجد كوغلين أن هذه المحاولات، إجراءات يائسة تُظهر أن العقوبات على النظام الإيراني تؤثر جدياً على قدرة طهران على مواصلة تمويل شبكتها الإرهابية.
كل هذه المؤشرات، مضافا اليها ما يتعرض له من ضربات على يد اسرائيل، تضع مستقبل الحزب أمام خيارات جديدة وصعبة، متوقع لها ان تفرض عليه نوع من الانكماش وتقليص لدوره، وبالتالي رحيله من سوريا المكلف له عسكريا وماليا.