جسر: متابعات:
مصادر في مدينة البوكمال قالت لـ”المدن” إن الغارات بدأت عند الساعة الثانية وخمسين دقيقة فجراً، بالتوقيت المحلي، وسمعت أصوات انفجارات قوية متتابعة هزت البوكمال ومحيطها، ما يُشير إلى انفجارات في مستودعات ذخيرة.وتبين لاحقاً أن الضربات شملت كلاً من “مجمع الامام علي” الذي تعمل إيران على انشائه، والذي يتمركز فيه “الحرس الثوري” الايراني و”حزب الله” اللبناني و”حركة الابدال” العراقية- الباكستانية. وقد تعرّض جانب كبير من المبنى والمستودعات الملحقة به للتدمير، وقُتِلَ ما لا يقل عن 15 عنصراً من المقاتلين المتمركزين فيه.
كما شملت الضربة المنطقة الصناعية في البوكمال، حيث تتمركز مليشيا “حيدريون” وجزء من قوات “حزب الله”. ويُعتقد أن مستودع الذخيرة في الصناعية قد دُمّر بالكامل، ولم يعرف بعد حجم الخسائر البشرية فيه.
كما تعرّضت مقرات للمليشيات الإيرانية في بلدات حسرات والصالحية والجلاء، للغارات الجوية. وتضم تلك المقرات قوات من مليشيات “حزب الله” و”فاطميون” و”النجباء” و”الحرس الثوري”، ولم يعرف حجم الخسائر فيها بعد.
من ناحية أخرى، أفاد شهود عيان لـ”المدن”، أن شخصية إيرانية رفيعة المستوى، ربما زارت البوكمال، الأحد. إذ شهدت المدينة قبيل وقوع الضربة إجراءات امنية استثنائية من قبل المليشيات الإيرانية، تشبه تلك التي تم اتخاذها قبيل زيارة قاسم سليماني قبل نحو شهر من الآن.
مصادر في البوكمال أفادت صباح الإثنين، لـ”المدن”، أن مليشيات “فاطميون” و”النجباء” بدأت إزالة راياتها عن المقرات والحواجز في مدينة البوكمال، فيما شوهد رتل من المليشيات ينسحب باتجاه العراق، بالتزامن مع قدوم تعزيزات في الوقت ذاته.
ويرجح أن الرتل الذي غادر إلى العراق يقوم بمرافقة وتأمين الشخصية المهمة التي كانت في المنطقة، الأحد، كما يرجح أن الطيران الذي سُمع صوته حتى وقت متأخر من فجر الإثنين، هو طيران استطلاع إيراني مُسيّر.
وكانت شبكة “فوكس نيوز” الاميركية قد نقلت قبل أيام، عن مصادر استخباراتية غربية، قولها إن الحكومة الايرانية وافقت على تشييد “مجمع الإمام علي” في البوكمال، وعرضت صوراً للمجمع عبر الاقمار الصناعية تظهر خمسة مبان مختلفة تم بناؤها حديثاً وتحيط بها سواتر ترابية عالية. تظهر الصور أيضاً، في الجزء الشمالي الغربي من القاعدة، 10 مخازن إضافية مع حماية خارجية أقل، بالإضافة إلى مبانٍ جديدة وهياكل تخزين الصواريخ. وقالت الشبكة إن المجمع سيكون جاهزاً للعمل في الفترة الوجيزة المقبلة.
وأعلن مصدر أمني عراقي، الاثنين، تأجيل فتح منفذ القائم الحدودي بين العراق وسوريا بسبب القصف الجوي الذي تعرضت له فصائل عراقية مسلحة في البوكمال السورية. وقال المصدر لشبكة “روسيا اليوم”، إن “القصف الجوي الذي تعرضت له فصائل عراقية مسلحة داخل منطقة البو كمال ليلة الاثنين، قد يؤجل فتح معبر القائم البو كمال الذي كان من المقرر أن يفتتح اليوم أو غدا الثلاثاء”. وأضاف “لم يتم تحديد موعد رسمي حتى الآن للافتتاح الجديد، وبقي الأمر حتى إشعار آخر”.