خاص/ درعا
اشتكى عدد من المعلمين في درعا من قيام مديرية التربية بفصلهم نظراً لتأخرهم ثلاثة أشهر عن استلام رواتبهم، وعزو التأخر هذا إلى قيام وزارة التربية بإصدار قرار يشترط على المدرس حتى لو كان يقيم في الأرياف تحصيل راتبه من خلال مراجعة المديرية بمركز المحافظة الأمر الذي عرقل مجيئهم خوفاً من الحواجز المتنشرة، والتي تقدر بعشرة حواجز في حال أراد المدرس الانتقال من الريف للمحافظة.
يقول سعيد و هو أحد المعلمين في ريف درعا “أعمل في مهنة التدريس منذ خمسة عشر عاماً، أُجبرت مع زملائي المعلمين على الذهاب الى مديرية التربية حصرًا لاستلام الراتب، ولكن بعد عدة أشهر علمت أني اني مطلوب امنيا لاسباب لا اعرفها، فامتنعت عن الذهاب خوفا على حياتي و مستقبل اطفالي، مضى أربع سنوات ولم أحصل على ليرة واحدة، ورغم محاولة أصدقائي وزملائي اقناعي بترك الوظيفة بسبب انقطاع الراتب الا أني رفضت ذلك وكنت اقول لهم : انها مهنة انسانية أخدم فيها اجيالا ستبني الوطن يوماً”
تقدم سعيد بطلب لتسوية وضعه وقدم جميع الأوراق المطلوية من أجل الحصول على مرتبه منذ سبعة أشهر، ولم يصل إلى نتيحة، فيعيش الآن وقد أغرقته الديون.
ورغم أن وزارة التربية أصدرت قراراً منذ شهرين يتيح للموظفين المثبتين حصراً أن يفوضوا المدير باستلام رواتبهم من المحافظة، إلا أن الوكلاء ما زالوا يتعرضون لمخاطر نظراً لاضطرارهم الذهاب إلى المحافظة
يقول مصطفى وهو مدرس فابتدائي “امتنعت عن استلام راتبي لأن مطلوب للخدمة الاحتياطية في الجيش السوري، ومنذ عامين و أنا اعمل دون راتب شهري، وأنتظر حتى يشملني العفو من الاحتياط، لم أجرؤ على مراجعتهم خوفاً من سوقي للخدمة الاحتياطية، فتلك طريقتهم الوحيدة التي يمكن ان يستدرجونا من خلالها بسبب خبثهم ومكرهم” .
وفصلت وزارة التربية السورية مئات المعلمين القائمين على عملهم ، بذريعة مشاركتهم في الأعمال الارهابية أو مساعدة الارهابيين مما أدى إلى فصلهم نهائياً من مهنة التعليم، رغم وجودهم فيها لعدة سنوات تتجاوزت العشرين عاماً.