جسر: متابعات
من القصص الأكثر شيوعا وراء تقاليد الجمعة السوداء المرتبطة بالتسوق ما بعد عيد الشكر، تلك التي ترتبط بتجار التجزئة.
وتعود الرواية إلى الفترة التي كانت المتاجر في الولايات المتحدة تدوّن حساباتها يدويا على دفاتر، وكانت الأرباح تكتب بالحبر الأسود، فيما تكتب الخسائر بالأحمر. ويعتقد أن الكثير من المحلات التجارية كانت “في الأحمر” معظم أيام العام، لكن إدخال حساباتها على الدفاتر كان يتم بالأسود في اليوم الذي يتبع عيد الشكر، عندما يشتري المستهلكون سلعا بأسعار مخفضة.
وبحسب موقع “هيستوري” الأميركي، فإن القصة الحقيقية وراء تسمية الجمعة السوداء ليست مشرقة بالطريقة التي تود الشركات التجارية عرضها للمستهلكين.
ففي خمسينيات القرن الماضي، استخدمت الشرطة في فيلادلفيا المصطلح لوصف الفوضى التي كانت المدينة تشهدها في اليوم التالي لعيد الشكر، عندما يتدفق الكثير من المتسوقين القادمين من الضواحي والسياح إلى المدينة، قبل مباراة كرة قدم كانت تجمع كل عام بين فريقي الجيش والبحرية في يوم السبت.
الاكتظاظ غير المعتاد للمدينة كان يعني بالنسبة لعناصر شرطة فيلادلفيا أنهم لن يحرموا من عطلة نهاية الأسبوع فحسب، بل سيضطرون للعمل ساعات أطول للتعامل مع الحشود وحركة المرور الإضافية. وعلاوة على ذلك، يغتنم اللصوص الفوضى داخل المحلات التجارية لسرقة ما يمكنهم وضع أيديهم عليه ما يزيد من متاعب جهات إنفاذ القانون.
وبحلول عام 1961، سعى التجار في فيلادلفيا للحد من ارتباط “الجمعة السوداء” بكل تلك الأمور السلبية، وحاولوا دون جدوى تغيير الإسم إلى “الجمعة الكبيرة”.
المصطلح لم ينتشر إلى باقي أنحاء البلاد حتى وقت لاحق، وفق موقع هيستوري، ولم يكن التقليد شائعا على مستوى الولايات المتحدة قبل عام 1985.
وفي أواخر الثمانينيات، وجد التجار طريقة لإعادة اختراع الجمعة السوداء وتحويلها إلى مناسبة تنعكس عليهم وعلى عملائهم بشكل إيجابي. وكانت النتيجة مفهوم “الأحمر إلى الأسود” المذكور سابقا، وفكرة أن اليوم الذي يتبع عيد الشكر يمثل المناسبة التي تحقق فيها متاجر أميركا أرباحا.
وفي الواقع، عادة ما ترى المتاجر مبيعات أكبر في يوم السبت الذي يسبق عيد الميلاد.
الجمعة السوداء استمرت وتم نسيان جذور المصطلح الأكثر قتامة في فيلادلفيا ومنذ ذلك الحين تحول اليوم الواحد للتخفيضات الخرافية والأرباح الضخمة، إلى حدث ممتد على أربعة أيام تشمل “سبت/أحد المحلات الصغيرة”، و”اثنين التسوق الإلكتروني” الذي يترافق مع اعتماد المستهلكين بشكل متزايد على التسوق عبر الإنترنت