جسر : ترجمة
أجرت مجموعة الأزمات لقاءً صحفياً مع الجولاني في ادلب في أواخر شهر كانون الثاني / يناير الماضي واستمر اللقاء أربع ساعات تحدث فيها الجولاني عن تاريخه في العراق وعن علاقاته مع تنظيم داعش وحول هيئة تحرير الشام ودورها في المنطقة وعملياتها ضد النظام وعن علاقته مع الفصائل الأخرى .
حيث أوضح الجولاني أنه وبعد انطلاق الثورة في سوريا عاد مع رفاقه من العراق ليأسسوا تنظيم ” الدولة الإسلامية ” فقد حان الوقت للانضمام إلى ” الكفاح ” في داخل سوريا كما قال .
لكن سرعان ما حدثت مشاكل بينه وبين أميره البغدادي فانشق الجولاني عنه تنظيم داعش و بايع تنظيم القاعدة . وحول هذا الموضوع أوضح الجولاني :
“عندما انفصلنا عن داعش ، لم يكن لدينا أي خيارات جيدة. اضطررت إلى اتخاذ قرار سريع ، لذا جمعت دائرتي الضيقة وأخبرتهم أنني أفكر في مبايعة تنظيم القاعدة ، كانوا ضد الفكرة جملة وتفصيلاً حتى أنهم وصفوني بالانتحاري لكن أحد منهم لم يستطع أن يقدم لي بديلاً جيدا “ً
و أضاف الجولاني أنه بعد مبايعة تنظيم القاعدة تعهد بألا يستخدم سوريا كمنصة إطلاق للعمليات الخارجية ولن نسمح للآخرين باستخدامه لهذا الغرض، ” لقد أوضحت أننا سنركز بشكل حصري على كفاحنا ضد النظام السوري وحلفائه داخل سوريا ”
وحول طبيعة هيئة تحرير الشام وأيدولوجيتها أوضح الجولاني أنها مجموعة سنية محلية مستقلة تشبه أي مجموعة أخرى في سوريا و تستند إلى الفقه الإسلامي وهدفها الوحيد محاربة النظام .
وخلال الحديث سألت الصحيفة الجولاني أن الناس ينتقدون الهئية وأن سجلها حافل بالقمع وإسكات الجماعات االمعارضة الأخرى واعتقال من يخالفها الرأي من النشطاء السلميين حيث أوضح الجولاني :
“لقد استخدمنا القوة في الماضي ضد الفصائل التي اعتبرناها إشكالية، نحن بحاجة إلى التحدث إلى المعارضة. لا ندرك أننا نستطيع أن نحكم إدلب بمفردنا، نعم ، مثل معظم الحركات في وقت الحرب ، ارتكبنا أخطاء ، لكننا نحاول إصلاحها الآن
و أضاف :
” لقد تغيرت سياستنا تجاه المنظمات غير الحكومية. نحن على استعداد لتسهيل عمل أي منظمة ترغب في العودة إلى العمل في إدلب ، ونتعهد بعدم التدخل بعملهم ،سنتصالح مع أي منظمة واجهناها في الماضي إذا كانت مستعدة لمساعدة الأشخاص هنا في ادلب ”
وعند سؤاله عن موقف الهيئة أو اقتراحاتها للتسوية في سوريا قال الجولاني :
“إذا طلبت مني أن أكون واقعياً لا توجد إرادة دولية لإسقاط النظام ، يجب أن يكون العالم واقعيًا وأن يقبل أن أكثر من نصف سكان سوريا ، أي حوالي 12 مليون شخص ، اختاروا عدم العيش تحت سيطرة النظام .”
“عندما تتجول هنا في إدلب ، اختر أي مدني واسأله عما يعنيه له أن يعيش تحت سيطرة النظام سيقول لك إنه يفضل العيش في مخيمات مؤقتة حيث يموت أطفاله في ظروف جوية قاسية على العودة إلى مناطق النظام حيث يعلم أنه سيتعرض للتعذيب والقتل،أقل ما يستحقه هؤلاء الناس هو العيش في أمان ”
وعن مشروع هيئة تحرير الشام وقابليته للإستمرار وما الذي سيحدث في الأيام المقبلة قال الجولاني :
” الهيئة مشروع تم بناؤه في الظروف الحالية ولن يستمر إلى الأبد ولا نملك خطة طويلة الأمد محددة مسبقاً لأنه لا أحد يعلم ما سيحدث في الأشهر الثلاثة المقبلة ، أي المناطق ستكون تحت سيطرتنا ، وكم عدد النازحين الذين سيتعين علينا العناية بهم ، وما الذي ستفعله تركيا أو ما إذا كان الأمريكيون سيظلون في سوريا. لكن كما أخبرتك ، مبادئنا الأساسية واضحة ، وخطتنا المبدأية هي تحقيق الاستقرار في المنطقة الواقعة تحت سيطرتنا وإدارتها من خلال تحالف من القوى الثورية السورية المحلية الملتزمة بحماية إدلب.”