مراسل الحسكة: جسر
بعد أن تحولت الأمطار التي تجاوزت المعدل بحوالي الضعف في محافظة الحسكة من نعمة الى نقمة على مزارعي وفلاحي المحافظة نجمت عنها أضرار بالمحاصيل الزراعية، بدأ خطر من نوع آخر يجتاح حقولهم ويتمثل بالصدأ الأصفر.
وأفاد مراسل جسر بأنه ونتيجة الإفراط في الهطولات وحدوث فيضانات اجتاحت عدة قرى بريف الحسكة وغمرت مساحات من الأراضي الزراعية وخصوصا في قرى ريف بلدة تل حميس جنوب شرق مدينة القامشلي بقرى (الواوية ،الحنوة، الجيسي) وأدت إلى إتلاف مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية تقدر بأكثر من 1000 دونم.
كما أدى تسرب النفط الخام من أحد أنابيب النفط الخام في مدينة مدينة معبدة إلى اختلاط النفط بمياه السيول التي اجتاحت الحقول في القرى القريبة من بلدة معبدة كقرية اليوسفية وعرعور وخربة عباس أدت إلى أضرار لحقت بمزروعات الأهالي في هذه المنطقة.
الآن وبعد الخلاص من خطر الفيضانات بدأ خطر جديد يهدد المزارعين وهو مرض الصدأ الأصفر الذي يصيب محصول القمح، ومرض الصدأ الأصفر هو مرض فطري يصيب الأقماح الطرية وبعض الأصناف من الأقماح القاسية نتيجة التغيرات التي تحصل بالظروف الجوية من حرارة ورطوبة والظروف الجوية السائدة حالياً في المحافظة تعد مناسبة لظهور الإصابة بهذا المرض وانتشاره كذلك نقص في كميات السماد حيث معظم المزارعين لم يقوموا برش أراضيهم بالسماد لعدم توفره وارتفاع سعره حيث وصل سعر الطن الواحد من السماد الى 220 الف ليرة سورية.
الإصابة ما زالت في بدايتها وقد ظهرت في مناطق متفرقة من محافظة الحسكة في منطقة أبو راسين شمال غرب المحافظة والتي تتبع ادارياً لمدينة رأس العين وظهرت الإصابة أيضا ضمن بقع متفرقة في قرى (تل الأمير والسيحة والكسرة والظاهرية) بريف مدينة القامشلي وتبلغ مساحتها 20 هكتاراً.
كما ظهرت إصابة شديدة بمرض الصدأ الأصفر في منطقة مركدة الشرقية وفي قرية جناه بالريف الجنوبي لمحافظة الحسكة بمساحات محدودة وفي منطقة الدرباسية شمال المحافظة، أما في منطقة الحسكة فتوجد مساحة 200 دونم مصابة بالصدأ الأصفر بنسبة 20%.
اما في مدينة المالكية فكان الإصابات الأكبر في حقولها حيث أصاب المرض بنسبة 40% من حقولها وخصوصا الحقول القريبة من مجاري الأنهار والبرك المائية التي تشكلت نتيجة السيول والأمطار الغزيرة.
دوائر الزراعة التابعة للنظام والوحدات الارشادية اكتفت بتوجيه المزارعين بالرش الكيميائي الموضعي على الحقول المصابة بالصدأ والإبلاغ عن المحاصيل المصابة.
أما الإدارة الذاتية فقد صدرت تعميماً يوم الخميس الماضي صادر من الإدارة العامة للزراعة والثروة الحيوانية في الإدارة الذاتية يحذر فيه الفلاحين من انتشار مرض الصدأ الأصفر في القمح.
وذكر التعميم أن لجاناً تتبع للإدارة العامة للزراعة كانت قد رصدت إصابات في حقول القمح من الأصناف الطرية من خلال جولات ميدانية قاموا بها في حقول القمح في القرى العائدة للدرباسية وزركان ورأس العين وقدمت لهم نصائح وإرشادات تمثلت باستخدام أنواع المبيدات التي تعالج مرض الصدأ الأصفر.
يؤدي مرض صدأ القمح إلى تراجع المردود الإنتاجي في وحدة المساحة وضعف الإنتاج طالما استبشر فلاحو الحسكة خيرا بعد الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها محافظة الحسكة الا ان تحولت هذه الامطار مؤخرا من نعمة الى نقمة عليهم.
هذا وقد حذر خبراء الأرصاد الجوية عن قدوم منخفض جوي قوي بدأ من مساء اليوم الاثنين وخطر تشكل السيول والفيضانات والرطوبة الزائدة التي تساعد على انتشار مرض الصدأ الأصفر.