جسر: الحسكة:
قبل يومين وفي الساحة الرئيسية وسط مدينة الحسكة، استقدمت القوات الروسية عربة عسكرية محملة بمساعدات غذائية إنسانية، وبإشراف ضابط وجنود روس، وبحضور جميع مسؤولي النظام في المحافظة، قاموا بتوزيعها على مهجّرين من مدينة رأس العين في الحسكة، فماذا تضمنت هذه المساعدات؟
مراسل “جسر” في الحسكة التقى بأحد الأشخاص المهجّرين من مدينة رأس العين، استطاع الحصول على مساعدة غذائية من الوفد الروسي، والذي قال “وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل عناصر النظام، استطعت الوصول الى مكان توزيع المساعدات الروسية، وظننت أنهم يوزعون مساعدات تكفيني شهرا؛ لكني تفاجأت عند الاستلام أنها لا تكاد تكفينا مؤونة يوم واحد لي ولعائلتي”.
المهجّر أفاد أنه وبعد استلام كيس صغير لا يكاد يزن 4 كغ، مكتوب عليه عبارة “روسيا معكم” مرفقة بصورة للعلمين الروسي والسوري؛ “قمت بفتح الكيس ووجدت بداخله كيلو واحد سكر، وكيلو أرز، وكيلو طحين، وعلبتا تونة، ومئة غرام من الشاي، فقط لاغير. فحدثت نفسي أنها لا تستحق عناء اﻻنتظار والوقوف لساعات في سبيل الحصول عليها، ولا تستأهل الصور التي التقطت معي لأجلها”.
محافظ الحسكة جايز الموسى، وقائد شرطة المحافظة، وأمين فرع الحزب، ومفتي الحسكة، ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة؛ جميعهم توشَّح العلم الروسي، رفقة ضابط روسي واحد توشَّح علم النظام، وعشرات الوسائل الإعلامية حضرت لتغطية هذا “الحدث العظيم”؛ من أجل توزيع كيس مساعدات غذائية وزنه اقل من 4 كغ، لايكفي أي عائلة مؤونة يوم واحد، ولم يستفد منه إلا القليل؛حوالي 150 شخصا على اﻷكثر.
يقول أحد الحاضرين لمراسل جسر “هذه جزيرة الخير، جزيرة الطيبة والكرم، جزيرة النفط والقمح والشعير والقطن، جزيرة غنم العواس، جزيرة الفرات والخابور، أم المسكين، فهل يحتاج توزيع هذه المساعدات فيها إلى كل هذا التطبيل والتزمير؟! فقط لأنها مساعدات من روسيا، لإظهارها بمظهر البطل المدافع عن الشعب السوري، ولكن الحقيقة التي نعرفها جميعا أنها دولة محتلة منتفعة وأنها بتوزيعها هذه المساعدات الشحيحة لا تسعى إلا للتقرب من أبناء المحافظة”.