جسر: متابعات
أقرت الدكتورة في كلية الإعلام، نهلة عيسى، بأن الحكومة عاجزة الآن عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، متهمة إياها بعدم الشفافية.
وقالت عيسى في حديث لها مع إذاعة “شام اف ام” إن “ما يحدث الآن مع أبناء الوطن هو حال الجميع، الوضع صعب جداً، ولا يسر عدو أو صديق، ولكن أعتقد أنه يسر العدو إذ أنه من صنعه، فهو ارتفاع مروع في الأسعار واحتياجات الناس اليومية، والتي تعتبر احتياجات لا يمكن المساومة عليها، إذ أنها الف باء العيش اليومي، وجميعنا في حالة خوف وجزع من المستقبل ولدينا اكتآب من أن يستمر الحال طويلاً، ولكن ما يزيد الطين بلة الصمت الحكومي، فالحكومة، لا تخرج للناس لتقول ماذا يحدث فعلاً، ما امكانياتنا ما الحلول؟، نحن بحاجة لإيجاد حلول تقليدية لأوضاع غير مسبوقة”.
وعزت عيسى الوضع الاقتصادي الحالي إلى حالة الحصار التي تعيشها البلاد على كافة المستويات، منوهة إلى أن الضيق تصاعد في الآونة الأخيرة لأن لبنان والعراق كانا في السابق متنفسين لسوريا، وكذلك كان هناك دور روسي إيراني بإيجاد خروق للتقليل ما أمكن من آثار وتداعيات الحرب، التي بدأت بإجراءات اقتصادية قسرية، وبعد مرور عشر سنوات استنزفت مدخرات سوريا وامكانياتها، وفي ظل التهديد بتنفيذ قانون سيزر فإنه ستوضع الأقفال على الماء والهواء، بحسب تعبيرها.
واعتبرت عيسى أن الامكانيات لإيجاد الحلول باتت قليلة، و لم تعد بأيدي الحكومة، إذ أنها عاجزة، عن ايجاد حلول، لأن الامكانيات أصبحت ضعيفة للغاية، والحكومة تفتقر للشفافية فلا تخاطب الناس بصدق، وتبدو كأنها غير مهتمة ولكن الحقيقة إنها عاجزة عن الرد وهي لا تدعو لحوار اقتصادي وطني، يمكن الاستعانة عبره بأشخاص غير المعتادين لإيجاد حلول غير تقليلدية، لوضع غير مسبوق، لافتة إلى أنه يمكن الاستعانة بعباقرة في الاقتصاد، وهم كثر، من أجل إيجاد حلول اسعافية تخفيفية ملطفة للوضع، ولكن الحكومة لا تدعو هؤلاء للحوار معهم في ظل عدم وجود حلول جذرية وكاملة.
وعارضت عيسى بشكل كامل فكرة النزول للشارع من اجل الاحتجاج، فقالت “الخروج إلى الشارع من أجل الضغط على الحكومة، سيؤدي إلى مزيد من الفوضى، والخروج للشارع يكون عندما يكون الحل بيد الحكومة وهي رافضة، إلا أن واقع الحال يؤكد أن الحكومة عاجزة وغير قادرة، وقد تؤدي تلك الاحتجاجات إلى الاخلال الامن وتعريض الناس للخطر”.
وأكدت عيسى أن الحكومة السورية لا تتبع معيار الشفافية في التعامل مع الناس فيجب أن تخرج لتشرح بالورقة والقلم ما هي الامكانيات المتاحة؟، وماهي الموارد؟، فذلك يشعر الناس أنهم مسؤولون تجاه الوطن ويمكن أن يتحملوا في سبيل وحدة الوطن، كما فعلوا خلال السنوات التي مرت.
ووصفت طريقة تعاطي الحكومة مع الناس كمن يضحك عليهم وضربت مثالاً فقالت “عندما أعلن عن زيادة الراتب بقيمة عشرين ألف، لم نحصل على تلك الزيادة، قبضنا ما يعادل ٥٠ أو ٦٠٪ منها، وكأن الحكومة ضحكت علينا ويقاس على ذلك أمور كثيرة”.
وهاجمت عيسى الحكومة، منذ أشهر، مقارنة إياها بحكومات دول أخرى تعرضت للحصار، لم تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه حكومة النظام.