جسر – إدلب
بدأت “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” بطمس للافتات والإعلانات الطرقية في إدلب، التي كانت تتضمن عبارات وأفكار جهادية.
يأتي ذلك، ضمن حملة لإعادة تأهيل بعض المرافق العامة في المدينة ومداخلها.
ويعتبر الحدث الأبرز خلال عمليات التأهيل التي تجري في المدينة وبشكل خاص عند مداخلها هو البدء بمسح الكثير من العبارات التي تحمل طابعاً متطرفاً والتي انتشرت صورها بشكل واسع في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خلال السنوات الماضية، مثل عبارات “العلمانية دين الغرب” و”الديمقراطية طريق التخلف وصنم العصر” و “قص اللحية مخالفة للشريعة” و”الأركيلة حرام” و”الاختلاط حرام” و”النقاب عفاف” وعبارات أُخرى كثيرة.
وبدأت “حكومة الإنقاذ” بمسح هذه الشعارات من المدخل الشرقي لمدينة إدلب، وتمت تغطيتها عن طريق تلبيس الجدران بالحجر الأصفر على دوار السبع بحرات والمناطق المحيطة به وسط المدينة، وخلت منطقة الدوار من أي عبارة مكتوبة بعد إجراء عملية الطمس والترميم فيه.
ولم تُكتب العبارات التي مضى على بعضها قرابة 5 سنوات وغطت أغلب الجدران في مدينة إدلب واللافتات الطرقية، من قبل جهة واحدة. فبالإضافة إلى “جبهة النصرة” وهو الاسم السابق لـ”هيئة تحرير الشام” قبل أن تنضم إليها بعض الفصائل الأخرى، تبنى “حزب التحرير الإسلامي” كتابة أغلب هذه العبارات وعلى نفقة أحد مسؤوليه المقيمين في لبنان. حسب مصادر خاصة.
الجدير بالذكر أن عبارات جديدة لم تضف منذ ذلك الوقت، غير أنه لوحظ وبعد دخول قوات النظام إلى مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، أن “هيئة تحرير الشام” بدأت بمسح هذه الشعارات من اللافتتات الطرقية على طريق المعرة – سراقب وصولاً إلى مدينة إدلب، لكن هذه الخطوة توقفت مع دخول قوات النظام إلى مدينتي المعرة وسراقب وأريافهما.
أما مسح هذه اللافتات خلال هذه الفترة، فيأتي ضمن محاولات ملحوظة من قبل “هيئة تحرير الشام” لإجراء تغيير في خطابها المتطرف، وهذا ما بدا واضحاً في الفترة الأخيرة في بياناتها وتصريحات مسؤوليها.
وقال ناشطون إن تزامن مسح هذه اللافتات مع أعمال الصيانة والترميم لمداخل المدينة، جاء بهدف عدم استفزاز تشكيلات وأشخاص متطرفة داخل جسم “هيئة تحرير الشام”.
ويرى مراقبون أن التغيير الذي بدأته “تحرير الشام” في خطابها وسلوكها المتطرف في الآونة الأخيرة، تسعى من خلاله الهيئة لأن تصبح طرفاً مقبولاً من قبل القوى المؤثرة في الشأن السوري ومنافساً لـ”الائتلاف الوطني السوري”، في ظل الحديث عن مرحلة مقبلة عنوانها “الحل السياسي” في سوريا، تشرف عليها الدول المتدخلة في البلاد، وأهمها أطراف أستانا (روسيا، وتركيا، وإيران).
والجدير بالذكر أن “الائتلاف الوطني السوري” المقرّب من السلطات التركية، أعلن منذ أيام قليلة، عن قرار بتأسيس “الهيئة العليا للانتخابات”، بهدف ““تهيئة الشارع السوري لخوض غمار الاستحقاق الانتخابي”، وذكرت وثيقة القرار أن الائتلاف سيعمل على “التعاون والتنسيق مع القوى الاجتماعية المدنية والسياسية في الداخل السوري بما فيها الموجودة في أماكن سيطرة النظام، وفي دول اللجوء والمهجر، عبر كل الطرق المتاحة، أو الوصول لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام”.