جسر: ثقافة:
يصادف اليوم الذكرى الثانية لرحيل الفنانة السورية مي سكاف، عن عمر ناهز ال٤٩ سنة، أثر نزبف دماغي حاد، في منفاها الطوعي بباريس الفرنسية.
درست مي في جامعة دمشق بكلية الآداب وخلال هذه المرحلة برزت موهبتها في التمثيل حيث لعبت دور البطولة في فيلم “صهيل الجهات” للمخرج ماهر كدو عام 1991 عندما كانت طالبة جامعية.
وبعدها توالت الأدوار التي لعبتها مي والتي تميزت بالتعقيد والعمق، حيث اختارها المخرج المعروف عبد اللطيف عبد الحميد لبطولة فيلم “صعود المطر” لتكتسب مزيدا من الشهرة والنجومية. كما اختارها المخرج الراحل نبيل المالح لبطولة مسلسل “أسرار الشاشة”.
وكانت من أبرز وجوه ونشطاء المظاهرات التي انطلقت في مختلف المدن السورية، حيث كانت مي سكاف من بين أوائل الفنانين الذي شاركوا في المظاهرات ودفعت ثمنا باهظا لذلك. فقد تعرضت أول مرة للاعتقال في صيف 2011 مع عدد من الممثلين والفنانين الذين كانوا يستعدون للخروج في مظاهرة.واحيلت إلى ما يسمى بمحكمة “الإرهاب” التي وجهت إليها العديد من التهم، منها المس بأمن الدولة.
اثر تعرضها للمضايقات والتهديدات ومقاطعة شركات الانتاج الفني لها بسبب موقفها مما يجري في بلدها، اضطرت برفقة ابنيها إلى مغادرة سوريا إلى الأردن وبعدها إلى فرنسا عام 2013.
قبل اندلاع المظاهرات المناهضة للحكم في سوريا 2011 كانت لمي مواقف واضحة من مسألة الحريات العامة والقمع والاستبداد، ولم تتوان عن التعبير عن موقفها المعارض للحكم.
ففي حوار مطول للشاعر السوري نوري الجراح عام 2013 معها تحدثت مي عن نشأتها وقالت: “أبي عدنان سكاف الحلبي المسلم توفى بسبب مرض عضال وكنت ما أزال في سنتي الأولى. رباني جدي يوسف شاويش الذي أنجب من جدتي هيلانة بنتا وابنا، تربينا كلنا في منزله. هذه الابنة أحبت مؤلفا مسرحيا بحكم مهنتها كممثلة يدعى سعدالله ونوس، عاشا في بيت جدي سبع سنوات، عشنا جميعا في هذا البيت الفقير، الغني بالحب والثقافة والإبداع والوطنية التي لا تعرف ما هو الاستبداد. أنا مي سكاف .. لا أعرف أنا ماذا؟ وسأظل لا أعرف إلا معنى واحداً ووحيداً: يسقط الاستبداد”.
وكان أخر ما كتبته مي يوم 21 يوليو/تموز على صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك يعبر عن استمرارها في موقفها المناهض لحكم الرئيس السوري بشار الأسد: “لن أفقد الأمل … لن أفقد الأمل .. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد”.