جسر: متابعات:
عثر الأهالي، على جثث 21 شخصاً جنوبي مدينة الرقة مقتولين باطلاق النار على رؤوسهم، بعد خطفهم أثناء مرافقتهم لقطعان أغنام في بادية المصيجرة بالقرب من بلدة معدان التابعة لمحافظة الرقة، بحسب مراسل “المدن” عبدالكريم الرجا.
وسرعان ما توجهت أصابع الاتهام لتنظيم “الدولة الإسلامية”، بعدما نقلت مُعرّفات غير موثوقة، تبنيه للحادثة، وهو ما حاولت قوات النظام تأكيده من خلال نشر شائعات بأن القتلى من “قوات الدفاع الوطني”، وهو سبب انتقام التنظيم منهم بهذه الطريقة الوحشية. كما تسرّبت معلومات بأن مليشيات إيرانية تعمل في المنطقة قد انتقمت من هؤلاء بعد تكرار غارات ليلية لخلايا من “داعش” على مفارز المليشيات ومقراتها. واتهمت المليشيات الإيرانية رعاة الأغنام المنتشرين في المنطقة، بالتواطؤ مع خلايا “داعش”، ومساعدتها للوصول إلى أهدافها، فعمدت إلى تصفية جماعية للرعاة، لردع وتخويف أهالي المنطقة. كما اتهمت بعض المصادر المليشيات الإيرانية بارتكاب هذه المجزرة بحق عشائر عربية سنيّة انتقاماً لمقتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني.
مصدر محلي من بلدة معدان، قال لـ”المدن” إن القتلى من عوائل معروفة، وبعضهم أخوة، وهم من “الغنامة”، أي العاملين في تربية المواشي والاتجار بها، ممن يتنقلون بين المراعي، وهذه هي مهنتهم الوحيدة التي يعملون بها. وأكد المصدر أنهم لم يكونوا في أي يوم مع أي من التنظيمات التي سيطرت على المنطقة، خاصة “الدفاع الوطني”.
مصدر “المدن” أشار إلى أن هؤلاء الغنامة قُتِلُوا نتيجة صراعات ثأرية بين مليشيات عشائرية موالية للنظام، لا ناقة لهم فيها ولا جمل. إذ أشار المصدر إلى مقتل بضعة اشخاص بينهم قيادي من مليشيا عشائرية موالية للنظام تعمل في ريف ديرالزور الغربي، قبل أيام، واتهام تركي البوحمد، قائد مليشيا عشائرية موالية للنظام من قبيلة البوشعبان، بالوقوف خلف قتلهم. وما حدث مع هؤلاء الغنامة ليس أكثر من ثأر عشائري طالهم لأنهم من قبيلة تركي البوحمد.
ويُعرفُ عن البوحمد، توريطه لنحو 200 مقاتل من طلاب “الكلية الجوية” وزجّهم في القتال إلى جانبه في منطقة معدان عام 2017، فوقعوا في كمين لـ”داعش” نتيجة جهلهم بالمنطقة، فقتل أغلبهم وتمكن الناجون من الفرار واللجوء إلى القوات الكردية التي اعادتهم لاحقاً للنظام.