وقال قيادي كردي رفيع المستوى، لـ”المدن”، رفض كشف اسمه: “ليس لدينا علم بكل هذا المؤتمر على الاطلاق”.
من ناحية أخرى، لم يدعَ أي من النشطاء أو الفاعلين العرب في شرق الفرات إلى هذا المؤتمر.
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد وجهت رسالة إلى “الهيئة العليا للتفاوض”، تم تسريب نسخة منها لوسائل الإعلام، قالت فيها إنها بصدد عقد مؤتمر في الرياض لاختيار ممثلين عن المستقلين في “الهيئة”.
وعبرت الوزارة في رسالتها عن تطلعها “إلى تعاون الهيئة في هذا الشأن، وترشيح من تراه مناسبا للمشاركة”، واشترطت “أن يكون المرشح مستقلا سياسيا”، إضافة إلى “مراعاة التمثيل النسوي بما لا يقل عن 30%، وإتاحة الفرصة لمن لم تسبق مشاركتهم في مؤتمري الرياض 1 و2”.
“المدن” علمت أن أكراداً مستقلين، مثل سربست نبي، وإبراهيم الملي، قد تلقوا دعوات إلى المؤتمر، ولكن ليس في اطار ادخال “قسد” في هيئة التفاوض، كما روجت بعض وسائل الاعلام. إذا أن هؤلاء المدعوين ليسوا على وفاق مع “الاتحاد الديموقراطي” ولا مع “العمال الكردستاني”.
وتتألف “هيئة التفاوض” من 36 عضواً، منهم 8 من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة”، و4 لكل من منصتي القاهرة وموسكو، و5 عن “هيئة التنسيق”، و7 عن الفصائل المقاتلة، و8 من المستقلين لم يتم تعيينهم بعد.
متابعون من صفوف المعارضة السورية، قالوا لـ”المدن”، إن من شأن إضافة 8 أشخاص جدد، تغيير تركيبة “هيئة التفاوض” الحالية. وفي إشارة لافتة، نقلت مصادر “المدن”، عن رئيس “الهيئة” الحالية نصر الحريري، عدم علمه بهذه الترتيبات. فيما قالت مصادر في المعارضة إن الحريري، “لم يدع إلى المؤتمر المذكور”، وتتجه النية “لاقالته وتعيين آخرين، وذلك بعد أن تستحوذ الرياض على الأغلبية المطلوبة داخل الهيئة، من خلال تعيين ثمانية أعضاء على صلة وثيقة بها”.
إحدى المدعوات إلى المؤتمر، قالت لـ”المدن”، إن الموظف الذي تواصل معها، اخبرها بأن المرشحين لشغل المناصب الجديدة قد تم تحديدهم بالفعل، وإنه تم انتقاؤهم على أساس معيار واحد؛ “مناهضة الاخوان المسلمين”، وعدم الانخراط في السياسات التركية.
ويؤكد ذلك استبعاد الخارجية السعودية من الدعوة الجديدة لأعضاء “مؤتمر الرياض 2” الذين حضروا حينها بصفة مستقلين، والمعروف عنهم الارتباط بتركيا أو الإقامة فيها. وقد وجه عدد منهم رسالة استنكارية لـ”الائتلاف الوطني”، يسألونه فيها عن سبب استبعادهم عن مؤتمر المستقلين الذين كانوا أعضاء فيه، وعدم توجيه الدعوة لهم. وقد رد أعضاء في “الائتلاف” بالقول إنهم لا يعلمون شيئاً عن المؤتمر الجديد، سوى رسالة الخارجية السعودية، التي وصلت في وقت متأخر، وبعد أن قام موظفو الخارجية بالتواصل مع 80 مدعواً.
ومع ان موعد الاجتماع المضروب في رسالة الخارجية إلى الائتلاف، هو 26 كانون الأول/ديسمبر، إلا ان مصادر مطلعة أبلغت “المدن” أن الاجتماع سيعقد بين 28-29 من ديسمبر، بسبب عدم استكمال الاجراءات اللوجستية.