جسر: متابعات:
أعلنت تركيا أمس أنها سوف تُنهي بناء كامل الجدار الحدودي مع إيران نهاية العالم الجاري، بهدف “وقف تسلل الإرهابيين”، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية.
ونقلت الوكالة تصريحات لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الذي اطلع على أعمال البناء في المناطق الحدودية، أكد فيها اكتمال 75% من إجمالي مشروع الجدار، موضحا أن الجدار ليس مشروع اليوم، وأنه من أجل أمن تركيا.
واعتبر صويلو أن كل حملة عسكرية شنتها تركيا على شمال العراق، وضيقت الخناق على من وصفهم بـ”إرهابيي بي كا كا”، دفعتهم إلى التوجه من الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد، إلى الحدود الشرقية.
وأشار الوزير التركي إلى وجود عدد من مقاتلي الحزب في منطقة دامبات الإيرانية، قائلا: “ثمة 100 إرهابي بالقرب من هنا، هذا يشكل خطرا حقيقيا علينا”.
وأضاف مهددا “إذا دخلنا نحن على دامبات لن نترك واحدا منهم، هذا أمر بسيط. هذه المسؤولية تقع على عاتق جارتنا إيران، وهم يعلمون ذلك. ونحن متأكدون إن شاء الله، أنه لن يبقى هناك أي إرهابي”.
وتسعى السلطات التركية من وراء بناء الجدار الذي يبلغ طوله حوالي 150 كيلومترا، إلى منع تسلل من أسمتهم الإرهابيين إلى أراضيها وإنهاء عمليات التهريب بين الطرفين. ويُعتبر المثلث الحدودي (التركي- الإيراني- العراقي) بمثابة فسحة جغرافية واسعة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وخلال السنوات القليلة الماضية، تفاقم وضع الشريط الحدودي مع سوريا على وجه الخصوص، وأصبح يشكل مصدر تهديدات أمنيّة متزايدة على الأمن القومي التركي، لا سيما مع حالة الفوضى التي تضرب العراق وسوريا.
وكانت مؤسسة الإسكان التركية “توكي” أعلنت قبل ما يزيد عن عام أنّه تمّ الانتهاء من إنجاز كامل أعمال بناء الجدار الأمني على طول الحدود التركية مع سوريا والممتدة لمسافة حوالي 911 كيلومترا، وتشمل ولايات هطاي وكليس وغازي عنتاب وشانلي أورفة وماردين.
وقال مدير المؤسسة التركية أرغون طوران إنّ طول الجدار الإجمالي بلغ 711 كيلو مترا، وسيقف عند هذا الحد، حيث تبقى أجزاء من الحدود بين تركيا وسوريا من دون جدار، فيما يشكل نهر العاصي في مناطق أخرى حدودا طبيعيا بين البلدين.
ويتألف الجدار الحدودي من كتل إسمنتية ضخمة، يبلغ طول كل منها مترين بارتفاع ثلاثة، وبوزن سبعة أطنان، وتمّ تجهيزه بأبراج مزودة بنظام تكنولوجي متقدم، وكاميرات مراقبة حرارية، وأعمدة إنارة، وأسلاك شائكة، ورادارات لعمليات الرصد البري، بحيث تصبح المنطقة تحت المراقبة على مدار 24 ساعة، إضافة إلى أنظمة تسليح متطورة يتم التحكم بها عن بُعد.
وتصف وسائل الإعلام التركية الداعمة للحكومة الجدار بـ”السور التركي العظيم”، وتقول إنه سيكون ثالث أطول جدار بعد سور الصين العظيم والجدار الحدودي بين المكسيك والولايات المتحدة اﻷمريكية.