جسر – السويداء
نشرت الرئاسة الروحية لطائفة “الموحدين الدروز” بياناً، اليوم الثلاثاء، أعلنت فيه إنهاء التوتر في السويداء، وقبول اعتذار رأس النظام بشار الأسد.
وجاء في البيان: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… عندما تشتد المحن والخطوب، تتكشف المعادن ويتألق المخلصون لجمال الوطن وروعة المعتقد والتاريخ، لنكون جميعا حزمة وطنية متماسكة، في وجه الخطأ، نأخذ حقنا ونؤدي واجبنا، عبر قيم وأصول توحيدية معروفيه أصيلة”.
وأضافت الرئاسة في بيانها المنشور على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”: “وانطلاقاً من الواقع المرير وما حدث مؤخراً، فإننا لانزال نؤكد على ثوابت رسالة التوحيد السمحاء من مقام الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين منطلقين من عاطر التاريخ، وشواهده لبناء المستقبل السليم على أسس راسخة تقوم على الاحترام وأصول التخاطب وأداب الحديث وخاصة مع المقام الروحي والمرجع الديني، ومن هنا نوضح للجميع بان الحق والكرامة في صون الباري عز وجل، تكون عبر أيادي الشرفاء وسعادة الخير والفلاح، من هيئات رسمية ودينية وشعبية، ونطمئن الجميع أنه تم تطويق هذا الحدث المسيء بكل أبعاده، بعد تقديم الاعتذار الشديد من الجهات الرسمية من أعلى المستويات في سورية”.
وأشارت الرئاسة الروحية إلى أنه “لن نسمح بوقوع مثل هذه السلوكيات الشاذة. حصل ما حصل وكنتم الدرع الحصين حولنا، وتمت معالجة الجرح كما أردتم وكما يجب أن يكون مع احترامنا لمطالب الناس المحقة، وأصواتهم الصادقة الصدوقة، وهم يطالبون ملحين بما يتوجب تجاههم، وبكل أخلاقيات مجتمعنا تحت ضلال الوطن وسقف القانون، فما كنا يوما غرباء عن أبناء وطننا، يؤلمنا وجعه، ويفرحنا فرحه، ونتكلم باسم أهلنا ولا نرضى ان يبقى مضمون متطلباتهم في الإدراج تحت أي مسمى، ولا أن يعلو صوت مسيء فوق صوت كرامنا وأفاضلنا، لأننا ننطلق من روح الجماعة كما أعتدنا”.
وأردفت: “لن نقبل أن يستغل أي كان أزمتنا هذه أو غيرها ليرمي السم في الدسم فنحن من منظورنا نتصرف بأمر الدين والأصالة والحق، وحيث نحتاج سنناديكم ونعرف انكم أكفاء للوقوف عند الكرامة والأصالة، وعلى سياج الوطن، وأمام ما حدث، فإننا نتوجه اليكم بجزيل شكرنا وعميق امتناننا، حيث كنتم معنا برأب الصدع، وكانت حماستكم الصادقة بردا وسلاما علينا وعلى المجتمع كافة”.
واستطرد البيان “لذلك نأمل منكم حسم الجدل فيما حصل، لأن احتكامنا للعقل والحكمة تحت سقف الوطن والقانون والعادات الشريفة هو نهجنا المعتاد، ومسالك الأهل التي توارثناها، مما أنهى كل شيء ولم يعد من حاجة لاستمرار التوتر في الأوساط الاجتماعية والعامة، وإننا نأمل من الجميع عدم الخروج عن توجيهاتنا بالتهدئة ووأد الفتنة، وعلى المسيء ان يتحمل مسؤولية ما قد يقوم به، لأننا توافقنا مع أهلنا وأبنائنا الميامين، على أن تكون مرجعية أي تصرف محق، من عندنا حصرا في حينه”.
وشهدت محافظة السويداء مؤخراً حالة استياء واسعة ومطالبات بإقالة رئيس فرع المخابرات العسكرية في المنطقة الجنوبية العميد “لؤي العلي”، بعد قيامه بتوجيه إساءة للشيخ “حكمت الهجري” الرئيس الروحي للدروز، في اتصال هاتفي كان الشيخ يطالب فيه بكشف مصير معتقل لدى الأجهزة من أبناء المحافظة يدعى “سراج الصحناوي”، بحسب ما أفادت شبكة “السويداء 24” الإخبارية المحلية,
وتحولت الإساءة التي وجهها العميد “العلي” للشيخ “الهجري” إلى قضية رأي عام في السويداء، حيث توالت الوفود الشعبية لزيارة الشيخ تضامناً معه، الأمر الذي دفع النظام للإفراج عن المعتقل “الصحناوي” بعد أن كان يرفض الاعتراف باعتقاله.
عقب ذلك، أرسل النظام وفوداً رسمية تابعه له ولـ”حزب البعث”، لزيارة الشيخ “الهجري”، بهدف تخفيف الاحتقان في السويداء.
فضلاً عن ذلك، اتصل رأس النظام “بشار الأسد” يوم الأحد الماضي، مع الشيخ “الهجري” وقدم له الاعتذار عن الإساءة، متحدثاً عن “اللحمة الوطنية”، وعدم قبوله الإساءة للرموز الدينية، بحسب ما أكدت شبكة “السويداء 24” الإخبارية المحلية.
النظام يتلوّى أمام “الدروز” و”الأسد” يعتذر لهم بنفسه.. ما الذي يجري في السويداء؟