جسر: رأي:
حاول الروس عبر شركاتهم الخاصة ومندوبيهم في جنوب سوريا تجنيد شباب من درعا للقتال في ليبيا كمرتزقة؛ حيث زار الكولونيل “ألكسندر زورين” جنوب سوريا في مهمة رسمية من موسكو، و حمل معه العديد من المشاريع للجنوب، وعلى رأسها مشروع تجنيد مليشيات للقتال إلى جانب قوات حفتر في ليبيا.
وفيما تدعي موسكو نيتها في إخراج إيران حسب اتفاقيات التسوية التي أشرفت عليها رسميا في بصرى الشام منذ أيلول 2018، تستمر في مساعيها لتفريغ الجنوب السوري من الشباب المناهض ﻹيران كدعم غير مباشر لانتشار مليشياتها الطائفية.
تزامنت دعوة موسكو لتشكيل ميليشيات مساندة لحفتر في ليبيا مع زيارات لضباط إيرانيين لمحافظة درعا وعلى رأسهم الملحق العسكري، الذي جاء حاملا معه مشاريع داعمة للاحتلال الايراني، من ضمنها مشروع جديد مواز لمشروع “الكولونيل زورين”، وهو تشكيل ميليشيات تتبع لإيران في كل من درعا والقنيطرة و السويداء، حيث في تل محجة الصغير مع عدد من قيادات الحشد الشعبي العراقي وقيادات من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
بعد تجنيد عدد من الشباب بإشراف فرع اﻷمن العسكري في سعسع وأبو جعفر ممتنه في محافظة القنيطرة، دعا العميد لؤي العلي خلال الأسبوع الماضي بأمر من “زورين” عددا من القيادات التابعة للأمن العسكري، والمعروفة بقيادات المصالحات؛ مثل عماد أبو زريق من نصيب، فاروق حمادة من انخل، عماد حمدان من نوى، علاء الجاموس من الصنمين، عارف جهماني من صيدا، سامر عمران المساعد في الأمن العسكري والمسؤول عن مجموعات اﻻغتيال، أبو جراح الزعبي من الجيزة، مصطفى الكسم المسالمة من مدينة درعا.
وطلب العلي من المذكورين أعلاه البدء بالدعوة لتجنيد عناصر للذهاب إلى ليبيا، بناء على طلب زورين الذي تعهد بتقديم الرواتب الشهرية، و الدعم الكامل للمتطوعين وقادة المجموعات.
والتقى “زورين” خلال زيارته عددا من لجان المصالحات مدعيا العمل على مشاريع تصب في المصلحة العامة، وأطلق وعودا ﻻ تختلف عن سابقاتها التي تم تسليم محافظ درعا بناء عليها ضمن اتفاقية التسوية المزعومة، والتي لم يحقق الجانب الروسي، أو كما يسميه البعض الضامن الروسي، أيا من شروط المعارضة التي تمت التسوية على أساسها منذ سنتين.
كما يشهد الجنوب تهديدا امنيا في ظل التحركات الإيرانية الروسية في المنطقة، فيما يلوح النظام بإعادة العمليات العسكرية بحجة محاربة الإرهاب، حيث بدأ مطلع الشهر الماضي بتهديد مدينة جاسم في الريف الغربي، ويهدد اليوم مدينة الحراك في الريف الشرقي، وتأتي هذه التهديدات بالتعاون مع عملاء النظام المجندين بين الثوار والمكلفين بوضع الذرائع للنظام للتلويح بالأعمال العسكرية كغطاء للانتشار الإيراني في جنوب سوريا.
من جانبه، رد أحمد العودة قائد ما يسمى بـ”الفيلق الخامس” على العرض الروسي بالرفض، وفي آخر لقاء جمع الجانبين، هدد الروس، في حال عدم القبول بالعرض، بتطور الأمور نحو الأسوأ، حيث يبدو دفع أحمد العودة لمواجهة فصائل السويداء نوعا من العقاب الروسي له.