جسر: خاص
نشر الشبيح باسل السوادي، ابن بلدة حيش بمحافظة إدلب، تسجيلات مصورة، صور من خلالها منزله بعد أن سيطرت قوات النظام على البلدة، شامتاً متوعداً، متلفظاً بكلام بذئ على صفحته في “فيس بوك” داعساً على صور وشهادات والده، ذلك الرجل المدرس والذي استشهد أبناؤه الثلاثة رامي وأحمد وضياء ولم يبق لديه إلا ولد واحد (خالد) وبنت.
وقال باسل في تسجيلاته “وينكن وين الزلم مافي زلم هوني، كلن (شتائم) وينكن يا ولاد (في اشارة إلى أهله وأقربائه الثوار وثوار قريته) يا حرام ورتتنا كبيرة” وتجول في القرية مصوراً محالها شامتاً بكل ٌأقربائه، من الأحياء ومن الأموات ومن الثوار في القرية، مداهماً هو ومن معه من الشبيحة منازل أعمامه، ولدى تصوير منزل أهله، أنزل من عليته، شهادات والده، المدرس، الفاضل ذو الأخلاق الحميدة جمال السوادي داعساً عليها متلفظأ بكلام مسيء، لا ينم عن أخلاق يمتلكها.
ورغم أنه شتم والده إلا أنه ترحم على أخوته رامي وأحمد، متوعداً بالأخذ بثأر أحمد اعتقاداً منه أن الثوار قتلوه الأمر الذي يتعارض مع رواية شقيقه خالد.
وعنون السوادي منشوراته باسم “جيش الأسد” وأنه ابن “حيش الأسد” ضارباً بعرض الحائط مشاعر عائلته التي ما زالت تعاني إلى الآن من الويلات التي جلبها النظام على تلك العائلة.
“جسر” تواصلت مع خالد جمال السوداي الذي رفض أن يطلق عليه اسم شقيق “باسل السوادي” معلنأ تبرأه منه وتبرء والده ووالدته من باسل، كونه انحرف واختار أن يكون “شبيحاً” لنظام الأسد.
لم يكن لاستشهاد أشقاء خالد الثلاثة أي أثر لدى باسل، فتباهى بتسجيلاته بما أسماه “انتصارات النظام”.
أول أشقاء خالد الذين استشهدوا هو رامي (مواليد ١٩٩١)، (طالب لغة عربية في السنة الثانية)، الذي استشهد في معارك بابا عمر بمدينة حمص، بتاريخ ١١/٢/ ٢٠١٢، وتمكنت العائلة بمساعدة عم الشهيد المربي حكمت أبو عدنان من جلب جثمانه، ليدفن في حيش.
أما الشهيد الآخر، فهو أحمد السوادي، (طالب تربية معلم صف في جامعة حلب) الذي استشهد بقصف صاروخي طال قريته، انطلق من معكسر الحامدية وادي الضيف، بعد سبعة أشهر من استشهاد أخيه رامي، وقد أصيب أخوه خالد حينها، ولم يدفن رامي في قريته بل ووري الثرى في قرية كفرسجنة، بسبب القصف المكثف حينها، وتم نقل جثمانه من قبل والديه وأقربائه ودفن في مقبرة القرية بعد أعوام.
أما الشقيق الأصغر، (مواليد ١٩٩٦) ضياء السوادي استشهد في معارك ريف حلب وكان مقاتلاً مع الثوار فيلق الشام، ولم تتمكن العائلة من إحضار جثمانه، بسبب المعارك، وتعتقد أن جيش النظام قام بأخذها، وعلى إثره تعرضت والدة خالد للشلل وفقدت النطق لمدة عامين إلى أن شفيت بعدها.
وفقدت العائلة الاتصال بباسل السوادي منذ عام ٢٠١٣ حين ذهب إلى جامعته في إدلب، وتواردت أنباء للعائلة أنه يعمل في التشبيح لصالح النظام، فتبرأت منه، وهو في نظرهم خائن لدينه و لأهله وعرضه وبلده، ولم يتم التواصل معه بأي شكل من الأشكال بل كانت تهديداته تصل إلى والده وأخيه خالد وأقربائه بالقتل والتهجير وانه سينتقم منهم، إلى أن قام يوم أمس بنشر تسجيلات مصورة، فتأكدت صحة المعلومات التي وردت.
حال العائلة كحال أهالي ريف إدلب، نزحوا إلى منطقة أطمه هرباً من القصف المستمر لقوات النظام، على البلدة، ورغم الظروف الصعبة التي يعانيها والده ووالدته وشقيقته الصغرى، أضاف باسل ألماً جديداً إلى آلامهم التي لم يشفوا منها إلى الآن.
وأعلن شقيقه خالد أنه ” باسمه وباسم العائلة بكاملها من والده ووالدته وباسم أقربائه من عائلة السوادي جميعاً تبرؤوا سابقاً منه، وأعادوا التبرؤ، الآن على العلن، وأن ما قام به باسل من عبث بالقبور التي لها حرمتها لا يمت للاسلام بأي صلة”.
وأضاف “فعله المشين بحق والده وأقربائه وأبناء قريته سيحاسب عليه إن شاء الله، وأقسم أني سأقتله انتقاماً لدماء الشهداء جميعآ ولإخوته وأعمامه، رداً على الألفاظ والأفعال التي قام بها بحق شهادات والده وسمعته”.
وبين خالد في بيانه إن “هذه العائلة والتي لم يتبق منها إلا خالد، والذي بدوره تعرض للتهديد والوعيد من قبل الشبيح باسل، تعهد بأنه سيتابع مسيرة الثورة المباركة ضد النظام، وأعوانه وأمثال الشبيح باسل حتى الشهادة في سبيل الله والالتحاق بركب الشهداء أو النصر بإذن الله والعودة إلى الديار بعز وافتخار “.