جسر: متابعات:
اعتبرت منظمة العفو الدولية، إن المحاكمة الأولى التي تجري بألمانيا، لاثنين من المسؤولين السابقين في أجهزة الأمن التابعة لنظام الأسد، والمتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تعتبر سابقة تاريخية في طريق النضال من أجل تحقيق العدالة.
وقالت لين معلوف مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو إن “هذه المحاكمة تعتبر خطوة مهمة في تحقيق العدالة لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين احتجزوا، وعُذّبوا، وقتلوا بصورة غير مشروعة، في سجون ومراكز احتجاز “الحكومة السورية”.
وأضافت معلوف أن” هذا الأمر لم يكن ممكناً لولا شجاعة وتضحيات الناجين السوريين، وأسر الضحايا، وعشرات من الأفراد والمنظمات الأخرى، الذين سعوا بلا كلل لتحقيق العدالة وكشف الحقيقة، مما يعرض حياتهم للخطر في كثير من الأحيان”.
وأكدت معلوف أنه في الوقت الذي يشعر فيه السوريون بأن المجتمع الدولي قد خذلهم؛ تبعث هذه المحاكمة أملاً متجدداً بأن اتخاذ بعض الإجراءات القضائية لا يزال ممكناً.
وبدأت ألمانيا، أمس الخميس، بمحاكمة “أنور رسلان” “وإياد غريب” بعد أكثر من عام على توقيفها.
ووجه الادعاء العام الألماني 58 تهمة إلى العقيد السابق في قوات النظام أنور رسلان، بينها ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والتعذيب والاغتصاب.
ويُتهم رسلان، الّذي كان ضابطاً بارزاً في الاستخبارات السورية في فرعٍ يُعرف ب”251″ أو “فرع أمن الخطيب” في دمشق، بتعذيب نحو 4 آلاف شخص قُتِل منهم 58 في الفترة الممتدة بين نيسان/أبريل 2011 وأيلول/سبتمبر من العام 2012، بحسب لائحة الاتهامات الموجّهة إليه.
أما الضابط السابق إياد الغريب، فمتهم باحتجاز متظاهرين معارضين للحكومة واقتيادهم إلى سجون حيث “تعرّضوا لتعذيب وحشي”.
ودعت منظمة العفو الدولية جميع الدول إلى اتباع خطوات ألمانيا، في بدء إجراءات مماثلة ضد الأفراد المشتبه في ارتكابهم جرائم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك عن طريق تزويد وحدات جرائم الحرب بالموارد.