ويبدو أن اتفاق النظام مع عصابات بشار طلال الأسد وحافظ منذر الأسد، يتضمن السماح لها بمزاولة أعمالها “الاقتصادية” غير الشرعية شريطة تسليم سلاحها الثقيل.
وكانت عصابات مسلحة تتبع لبشار طلال، وحافظ منذر، قد استعصت في القرداحة منذ شهور، رغم الطوق العسكري المفروض على المدينة من قوات النظام التي لم تجرؤ فعلياً على اقتحامها.
وتحولت قضية إخراج عصابات بشار طلال وحافظ منذر، من القرداحة، إلى مهمة مستحيلة بالنسبة لقوات النظام المُحاصِرة للمدينة. فمنذ كانون الثاني 2019، والنظام يُحاول سحب الأسلحة الثقيلة التي تملكها المليشيات، من داخل المدينة ومحيطها، وصولاً إلى محاصرة مصالح بشار طلال الاقتصادية في اللاذقية، ومحاصرة القرداحة نفسها.
وقد بلغت حالة الاستعصاء مرحلة متقدمة مع قصف مليشيا بشار طلال، لمواقع عسكرية للنظام بقذائف الهاون وصواريخ الغراد، أكثر من مرة، وتهديدها بتفجير ضريح حافظ الأسد في القرداحة.
مصادر “المدن” قالت إن قائد “الفرقة 25 إرهاب” العميد سهيل الحسن، هو من يقود الاحتجاج ضد شبان العائلة الحاكمة لدى الجانب الروسي، بغرض إنهاء التواجد العسكري لعصابات العائلة في القرداحة.
وخلافاً لما تداولته بعض وسائل الإعلام عن وجود إصابات بين الجنود الروس خلال عمليات القصف العشوائية التي نفذتها مليشيات بشار طلال، وحافظ منذر، منذ شهر تقريباً، على مواقع المعارضة في جبال الأكراد، فالضحايا كانوا من قوات سهيل الحسن، بحسب مصادر “المدن”.
وساهمت جريمة قتل لفتاتين من القرداحة قبل أيام، بتسريع تنفيذ المليشيات للاتفاق مع النظام، وسحب سلاحها، نتيجة الغضب الأهلي من السلاح المتفلت والعشوائي.
تدخل سهيل الحسن لحسم الموضوع، كان قد تسبب برفع حدة الغضب تجاهه من آل الأسد. فأبناء العائلة لا يشعرون بالراحة من الحظوة الروسية التي يلقاها الحسن، ولا من نفوذه المتعاظم بين العلويين، مستفيداً من الضغط الروسي المتواصل على النظام لسحب السلاح الثقيل من يد المليشيات.