على الرغم من التطورات الكبيرة التي شهدتها ساحة الحرب المشرقية المتعدّدة الأطراف في الأشهر القليلة الماضية، لم تتقدّم القضية السورية كثيرا. يمكن الإشارة، في هذا السياق، إلى التطور اللافت للموقف الأميركي تجاه طهران، منذ مجيء الرئيس ترامب إلى السلطة، وبشكل خاص منذ تولي الفريق اليميني مقاليد السياسة الخارجية، ونقل محور الجهد والمواجهة من القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى تحجيم الدور الإيراني الجيوسياسي، بدءا من وضع حد لأحلامها النووية وصناعة الصواريخ الباليستية. وإيران هي القوة الرئيسية التي تتناقض مصالحها بالمطلق مع أي حلّ يمهد لتطبيع الحياة السياسية والاجتماعية في سورية، ويفتح طريق المصالحة الوطنية.