جسر: خاص
آثر الكادرو “دينو” (وهو اسم حركي) وقائد فوج الكومندس في الرقة، الزواج على خدمة القضية التي وهب حياته لأجلها، فبعد أن ترك جبال قنديل، متوجهاً إلى الرقة، وقع في حب فتاة من المكون الكردي، فقرر الزواج بها ليهربا معاً إلى تركيا.
مراسل “جسر” أكد أن الواقعة التي حصلت منذ أسبوع تقريباً، إلا أنه لم يستطع الحصول على اسم القائد نظراً لسرية الأسماء التي يتعاملون بها، فعرف فقط باسم “دينو”.
و”دينو” شخص من المكون الكردي، قادم من جبال قنديل يشغل منصب قائد فوج الكومدنس أقوى قسم لدى قسد والمدعوم لوجستياً ومادياً مباشرة من الولايات المتحدة الامريكية.
و كلمة “كادرو” لا تشير إلى رتبة معينة يحصل عليها عناصر حزب العمال الكردستاني، فهي مجرد تعبير تم إدارجه بين الأهالي لأي عنصر في صفوف حزب العمال الكردستاني، بغض النظر عن رتبته.
ولا يوجد نص حرفي يمنع منتسبي حزب العمال الكردستاني من الزواج، إلا أن طبيعة العمل هذه تفرض عليه عدم الزواج، فالتزامه هو التزام أخلاقي بالقضية الكردية وليس من واجب الأمر والنهي.
ولدى حزب العمال الكردستاني ملايين المؤيدين إلا أن عدد أعضائه حوالي عشرة ألاف (بما فيهم مقاتلين، سياسين، مسؤولي المراكز التدريبية والجيولوجية والإعلامية) نظراً لصعوبة نمط الحياة الذي يعيشونه، فالحياة في جبال قنديل، وما يتعرض له العضو من مطاردات واعتقالات لن تسمح لأي شخص أن يفكر بالارتباط أو تكوين عائلة نظراً لأن مؤسسة الأسرة تتطلب رعاية من نوع آخر.
وتأسس حزب العمال الكردستاني عام ١٩٧٨ في ديار بكر، وهو حزب سياسي يساري كردي، تحول بعد تأسيسه إلى أهم تنظيم سياسي يقود عملاً مسلحاً يتعاطف معه أكراد كثر من تركيا.
بدأ الحزب نشاطه العسكري عام ١٩٨٤، متخذاً من كردستان العراق منطقة لحماية قواعدة كما تحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بزعامة البارزاني.
وتقع جبال قنديل في إقليم كردستان شمالي العراق عند نقطة التقاء الحدود العراقية الإيرانية التركية، وتعتبر ذات أهمية استراتيجية كبيرة، إذ أنها حصن وملاذ، للحركات الكردية التي نشأت في مراحل مختلفة من التاريخ، وتبنت العمل المسلح لإقامة دولة قومية موحدة للأكراد الموزعين بين دول المنطقة (العراق وسوريا وإيران وتركيا).
وتقع معسكرات حزب العمال الكردستاني في تلك الجبال، وطالما استهدفها الطيران الحربي التركي بالغارات، لكنه فشل في الحد من النشاط العسكري للحزب.
وقد أقام حزب العمال الكردستاني بنية تحية لمقاتليه في هذه الجبال الوعرة، إذ أسس مستشفى خاصا به لمعالجة مقاتليه، وهو يوفر مع ذلك خدمات العلاج مجاناً للقرويين المجاورين له في المنطقة.