جسر: متابعات
يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مأزق هذه المرة، وسيطبق عليه المثل القائل: “انقلب السحر على الساحر”، فبعد أن اعتاد العالم على اتهام روسيا بالقرصنة، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن بوتين مهدد هذه المرة.
في التفاصيل، فضح الكرملين ما يجري هذه الأيام، حيث نشر صورا أكد فيها أن الرئيس الروسي لا يزال يستخدم نسخة قديمة من نظام التشغيل ويندوز على جهاز حاسبه الخاص، مما يجعله عرضة للاختراق.
وكشفت الصور التي نشرتها خدمة الكرملين الصحفية عن غير قصد أن جهاز الحاسب الخاص بالرئيس يعمل بواسطة إصدار قديم من نظام التشغيل ويندوز.
“خطر جدي”
وأظهرت الصور أن حاسب فلاديمير بوتين يعمل بواسطة نظام التشغيل ويندوز إكس بي Windows XP، وهو نظام تشغيل أوقفت مايكروسوفت حصوله على تحديثات الأمان في عام 2014، مع استثناءات من حين لآخر، مما يجعله أكثر عرضة للتسلل، لكن يبدو أن لوائح الحكومة الروسية منعت بوتين من التحديث إلى ويندوز 10.
ومن الواضح أن الخطر الذي قد يتعرض له الرئيس الروسي ليس نظريا، إذ هاجمت برمجيات طلب الفدية في عام 2017 أكثر من 20 ألف ضحية، بما في ذلك خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، والتي كانت تستخدم نظام ويندوز إكس بي القديم، مما اضطر المستشفيات إلى الإغلاق، وتم إلغاء العمليات، وذلك بحسب ما نقلته “البوابة العربية للأخبار التقنية”.
بدورهم، يمنع المسؤولون الروس تقنيا من استخدام البرامج الأجنبية حيث تهدف موسكو إلى حماية المصالح الوطنية وسط مخاوف من التجسس الأجنبي وتعزيز صناعة التكنولوجيا في روسيا، وبغض النظر عن سجل تتبع الثغرات الأمنية، فإن ويندوز إكس بي لا يزال ثالث أكثر أنظمة التشغيل شعبية في العالم، ويبدو أن بوتين يعد نفسه بين مستخدميه.
“بوتين لا يثق بالإنترنت”
ووفقًا لصحيفة الغارديان، فإن الصور تظهر أن بوتين يستخدم نظام التشغيل ويندوز إكس بي في مكتبه في الكرملين وفي مقر إقامته الرسمي في نوفو أوغاروفو بالقرب من موسكو، وأفاد الموقع الإخباري الروسي Open Media أن رئيس جمعية حماية الإنترنت في روسيا ميخائيل كليماريوف Mikhail Klimaryov أكد أن الصور أظهرت تشغيل ويندوز إكس بي على كلا الجهازين.
يذكر أن الرئيس الروسي يعد مشهورا بقلة ثقته في الإنترنت، وهذا الموقف قد شق طريقه نحو قانون روسي رسمي، إذ وقع بوتين في شهر مايو مشروع قانون يسمح للحكومة بإنشاء شبكة إنترنت روسية فقط بنظام أسماء نطاقات جديد للحماية من المتسللين، وذكرت وكالة رويترز في وقت سابق من هذا الشهر أن روسيا تقوم بإنشاء موسوعة خاصة بها على الإنترنت بدلاً من ويكيبيديا.
هواتف ذكية بشروط
كما حظرت روسيا في وقت سابق من هذا الشهر بيع الهواتف الذكية بدون برامج وتطبيقات روسية الصنع اعتبارا من شهر يوليو 2020، حيث يتطلب القانون من جميع الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون الذكية وأجهزة الحاسب أن تأتي مع برامج روسية مثبتة مسبقا.
ووفقًا لوثائق مراقبة الصادرات التابعة لوزارة الدفاع التي أشارت إليها Open Media، فقد كان ويندوز إكس بي هو آخر نظام تشغيل معتمد من قبل مايكروسوفت للاستخدام في الوكالات الحكومية الروسية، وحصل ويندوز 10 على شهادة لاستخدامه فقط على أجهزة الحاسب التي لا تحتفظ بأسرار الدولة.
وتخطط روسيا لاستبدال برامج مايكروسوفت وآبل وغوغل بنظام تشغيل محلي Astra Linux في جميع المؤسسات الحكومية والشركات الاستراتيجية بحلول عام 2025-2030، وورد أن المكتب الرئاسي الروسي أرجأ خطط التحول إلى نظام تشغيل روسي الصنع بعد أن واجه انتكاسات العام الماضي.
بوتين يفصل روسيا عن الإنترنت العالمي
يذكر أن روسيا كانت أعلنت الشهر الماضي عن قانون مثير للجدل وقعه الرئيس بوتين ودخل حيز التنفيذ، تنفصل بموجبه روسيا عملياً عن شبكة الإنترنت العالمية.
وفيما خفف مسؤولون من عواقب القرار، انتقده نشطاء ومنظمات حقوقية لأنه سيزيد من الرقابة الحكومية، حيث يرى النقاد أن هذا الإجراء يعد خطوة نحو تشديد الرقابة.
وقال حينها خبير الإنترنت الروسي ألكسندر إيسافنين من منظمة “روسكومسفوبودا” المناهضة للرقابة، لوكالة الأنباء الألمانية: “هذه هي المرة الأولى التي تسيطر فيها الدولة فنياً بالكامل على الإنترنت”، مضيفاً أنه في حين أن مزودي الإنترنت الروس كانوا يعملون سابقاً في ظل ظروف السوق الحرة، يمكن للدولة الروسية الآن أن تمارس السيطرة المباشرة.
“انتهاك للحريات”
بموجب ذلك الإجراء، سيتم توجيه حركة مرور الإنترنت الروسية عبر مراكز من داخل البلاد، حيث لم يتم إنشاء بنية تحتية بعد. ويجب على مزودي الإنترنت تركيب المعدات اللازمة لتنفيذ ذلك الانتقال.
بدورها، انتقدت منظمة “مراسلون بلا حدود” هذا الإجراء واعتبرت أنه يزيد من الرقابة على الإنترنت وينتهك الحريات الأساسية. وكانت السلطات حجبت بالفعل العديد من مواقع المعارضة السياسية في البلاد، ويخشى العديد من الروس أن تصبح البلاد معزولة رقمياً مع زيادة الرقابة من قبل أجهزة أمن الدولة.
إلى ذلك احتج آلاف الأشخاص على القانون الذي وقعه بوتين في مايو/ أيار، في الوقت الذي رفضت القيادة الروسية هذا الانتقاد. وأكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، أن روسيا لا تخطط لفصل نفسها عن الإنترنت ولكنها تستعد لاحتمال أن يفصل الغرب روسيا عن الشبكة. فيما دافع الرئيس الروسي عن هذا الإجراء باعتباره مسألة تتعلق بالأمن القومي.
المصدر: العربية نت