جسر: متابعات:
أصدر المجلس الروسي للشؤون الدولية تحليلاً عن السيناريو المستقبلي للأوضاع في سوريا، تنبأ فيه بتوافق تركي أمريكي روسي إيراني على تنحية بشار الأسد ووقف إطلاق النار، مقابل تشكيل حكومة انتقالية تشمل المعارضة والنظام وقوات سوريا الديمقراطية.
وأجرت منظمة صندوق حماية القيم الوطنية، الروسية، المقربة من الأجهزة الأمنية ومكتب الرئيس فلادمير بوتين، استطلاعاً للرأي العام في سوريا، والذي تضمنت نتائجه أن الشعب السوري لا يريد الأسد.
وأشارت وكالة الأناضول إلى أن روسيا في الآونة الأخيرة تبدو أكثر جدية، في إحداث تغيير في رأس النظام السوري، لأسباب عديدة، ليس أولها أن الاحتفاظ بورقة الأسد بات يثقل كاهل موسكو.
واعتبرت أن السبب هو تحول النظام من مؤسسات دولة تتبع لجهاز مركزي، إلى مؤسسات مرتبطة بميليشيات تديرها دول وقوى خارجية، مؤكدة أن المؤسسات لا تتلقى أوامرها حتى من بشار الأسد نفسه الذي بات خاضعا في قراراته لابتزاز تلك الميليشيات.
وقالت إن “جهود الروس في إصلاح جيش النظام باءت بالفشل، بسبب حجم الفساد المستشري في جميع مؤسسات النظام، ما جعل منه شريكاً عاطلاً لا يقوم بأي دور، ولا يعول عليه في مهمة، مقابل ثمن اقتصادي وسياسي ثقيل، كلف موسكو استخدام حق النقض “الفيتو” 12 مرة”.
ولفتت إلى أن موسكو تخشى سقوط النظام تلقائياً، بسبب إفلاسه على كافة الأصعدة، لا سيما في ظل أزمة جائحة كورونا التي قد تؤدي إلى انهياره، في ظل عجز روسيا وإيران عن إنقاذه اقتصاديا.
وكشفت الأناضول عن تخوف موسكو من سطوة وسيطرة أسماء الاخرس زوجة بشار الأسد، بعد أن أصبحت مركز ثقل حقيقي داخل النظام، مشيرة إلى امتلاك عائلة الأخرس للجنسية البريطانية، التي قد تساهم في فقدان موسكو، جميع مكاسبهم في سوريا خلال فترة قصيرة.
وكالة تاس الروسية وجهت انتقادات حادة لسياسات الأسد بشأن التعامل مع ملف اللجنة الدستورية، واعتبرت، أن الأسد يسعى إلى تعطيل عمل اللجنة الدستورية، لأنه لا يرغب بالوقوف أمام استحقاق الانتخابات الرئاسية.
واعتبرت الأناضول، أن “روسيا لم تكن مُصرّة على بقاء بشار الأسد، بل بعثت برسائل كثيرة، من خلال تسريبات أظهرت الأخير في حالات مهينة، كاستدعائه إلى موسكو بطائرة عسكرية، واستقباله كموظف عادي دون أي اعتبار له كرئيس دولة”.
وأكدت أن روسيا اعتبرت مسألة المصالحات خطوة استراتيجية مهمة نجحوا فيها، حيث كانوا يعولون على النظام في إدارة ملف مناطق المصالحات بطريقة أكثر نجاعة، وبأسلوب يكفل إعادة تلك المناطق للنظام، لكن ما حصل عكس ذلك، إذ لا تزال حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن سيدة الموقف في تلك المناطق التي تدار بطريقة مليشياوية صرفة.
وقالت الأناضول إن “خلاصة المشهدُ السياسي العام تشير إلى استياء غير محدود من بشار الأسد ونظامه، فالمقالات والتقارير الصحفية واستطلاعات الرأي، تشير إلى شك روسي بأن الأسد ليس فقط غير قادر على الاستمرار في حكم سوريا، بل إنه يسير بموسكو خطوة بخطوة نحو السيناريو الأفغاني المؤرق لها.