جسر: متابعات
نفى المجلس الوطني الكردي الأنباء التي تحدثت عن مطالبات أمريكية بانفصال المجلس الوطني الكردي عن الائتلاف الوطني السوري، في سعي لخلق تقارب بينه -المجلس- وحزب الاتحاد الديمقراطي.
وقال المجلس في بيان له إن “هيئة رئاسة المجلس الوطني الكوردي تنفي هذا الخبر وما نسبه الى السفير الاميركي جملة وتفصيلاً، وتؤكد أن المجلس لم يتخذ أو يناقش اي قرار بهذا الشأن وإن ممثليه في الائتلاف يشاركون في هذه الأيام اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف”.
وأضاف “نؤكد بأن أي مسعى من أجل وحدة الموقف والصف الكردي لن يكون موجهاً ضد أي طرف من أطراف المعارضة السورية، لا بل سيعزز دور الكرد ضمن صفوف المعارضة والداعم للعملية السياسية التي تجري في جنيف لإيجاد حل للأزمة السورية، وأن الولايات المتحدة الأميركية تدعم وجود المجلس الوطني الكردي في سوريا ضمن صفوف المعارضة”.
ونشرت شبكة “رووداو” الكردية يوم أمس السبت، خبراً نسبته إلى مصادر مطلعة يفيد بأن هناك مشروع تقارب كردي أعده السفير الامريكي، وطالب من خلاله المجلس الوطني الكوردي بالانسحاب من الائتلاف الوطني ونقل مقراته الى السعودية او مصر.
اتفاق سياسي
وكان كل من المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، توصلا باشراف أمريكي، يوم الخميس الفائت، إلى اتفاق سياسي، ومن المقرر أن يتم التباحث خلال الأيام المقبلة حول القضايا العسكرية والإدارية، وذلك بعد لقاء المبعوث الأميركي لشمال شرق سوريا، وليام روباك، في 26 من شهر نيسان الماضي، مع مساعديه، لـ 22 حزباً كردياً في سوريا.
وكانت مصادر كردية مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي قالت لموقع”العربي الجديد”، إن “المجلس الوطني الكردي في سورية وحزب الاتحاد الديمقراطي يواصلان محادثاتهما المباشرة بإشراف الولايات المتحدة الأميركية، حيث يشمل الاتفاق السياسي المسائل المتعلقة بمستقبل الأكراد في سورية، بما في ذلك الموقف من الحكومة السورية والمعارضة، والعلاقات مع دول الجوار والعديد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك”، لافتة إلى أن الخلافات بين المجلس والحزب حلت بنسبة ٨٠٪.
ودعمت فرنسا الجهود الأميركية لتحقيق تقارب بين الأطراف السياسية الكردية في سورية، حيث التقى وفد فرنسي وفوداَ من حزب الاتحاد، وأحزاب المجلس الوطني، والتحالف الوطني، وأحزاب مقربة من الإدارة الذاتية.
وبينت المصادر أن مظلوم عبدي يشارك في الحوار ويسعى لإنجاحه، رغم وجود قوى مهمة في حزب الاتحاد الديمقراطي تسعى إلى إفشاله.
وكشفت المصادر أنه بعد الانتهاء من مناقشة الوضع السياسي، يتجه النقاش الآن إلى الوضعين العسكري والإداري. وحول الوضع العسكري، الذي يدور حول موضوع التعاون بين البشمركة وقسد، وما هو مصير الكوادر الذين أتوا من جبال قنديل، وضرورة مغادرتهم.
ويسعى عبدي والرئيسة التنفيذية لمجلس سورية الديمقراطية إلهام أحمد إلى أن يشارك السوريون الكرد فقط في إدارة منطقتهم، وإبعاد “كوادر قنديل”، وبذلك يلتقيان مع الرؤية الأمريكية التي تريد إضعاف نفوذ “كوادر قنديل” كي لا يفقدوا السيطرة على “قسد” وعلى حزب الاتحاد الديمقراطي، ذلك أن “كوادر قنديل” مرتبطون بالنظام السوري وإيران.
قيادة اقليم كوردستان
ويقوم الرئيسان مسعود بارزاني ونيجيرفان بارزاني بالضغط على الأطراف المتفاوضة لدفع الحوار إلى الأمام، “كما أن الأميركيين لا يقومون بأي تصرف من دون مشورة قيادات الإقليم، وواشنطن أبلغت طرفي الحوار بأن المرجعية الأساسية هي إقليم كردستان العراق.
وتحظى “الإدارة الذاتية” بدعم أميركي وغربي بشكل عام، بعكس أحزاب “المجلس الوطني” التي تدين بالولاء لحكومة كردستان العراق، مع علاقات مميّزة تربطها بتركيا، بالإضافة إلى كونها جزءاً من “الائتلاف” السوري الذي يعتبر “قسد” تنظيماً “إرهابياً”.
وحاولت واشنطن التأسيس لأرضية مناسبة للحوار، من خلال الضغط على “الإدارة الذاتية” لإعادة فتح مكاتب “المجلس الوطني”، وإعادة الأملاك المصادرة لسياسيين أكراد، مع وعود بالكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين، بالإضافة إلى الحصول على موافقة حكومة كردستان العراق، لدفع أحزاب “المجلس” الموالية لها، للتوصّل إلى اتفاق مع الإدارة الذاتية.
بدورها نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية عن مصادرها، “المطلعة” على مسار التفاوض بأن واشنطن رحّبت بممثلي الخارجية الفرنسية الذين وصلوا إلى الحسكة منذ قرابة أسبوع، بهدف مقاطعة الجهود مع الأميركيين، والوصول إلى صيغة تؤسّس لإنجاز المصالحة المطلوبة”.
والتقى الوفد الفرنسي، بحسب الصحيفة، في مدينة رميلان وفوداً من حزب الاتحاد، وأحزاب المجلس الوطني، والتحالف الوطني، وأحزاب مقربة من الإدارة الذاتية للاستماع إلى نقاط التقارب والخلاف بينهما.
وطلب وفد المجلس الوطني الكردي من الفرنسيين أن يكونوا هم الطرف الوحيد الممثّل لكل الأحزاب والشخصيات الأخرى في المفاوضات مع حزب الاتحاد والإدارة الذاتية الكردية، ورأت المصادر في طلب المجلس “إعاقة محتملة” للجهود الفرنسية الأميركية المشتركة، وتهديداً بنسفها”.
كما رجّحت أن “يكون طلب المجلس جاء بتحريض من الجانب التركي، الذي يريد عرقلة الوصول إلى أي توافق أو مصالحة بين الأطراف السياسية الكردية””.
واعتبر الأكاديمي والسياسي الكردي المستقل فريد سعدون، أن إنجاز مصالحة كردية في سوريا يخدم “الحكومة السورية”، في سياق طريقها نحو الحوار مع الأكراد لإنجاز تسوية تخص المناطق الخاضعة لسيطرة قسد”، مستبعداً وقوف تركيا خلف تعطيل الحوار مؤقتاً بين الطرفين، مستنداً إلى تأكيدات “بحصول ممثّل وزارة الخارجية الأميركية في سوريا، وليام روباك، على موافقة مسعود برزاني على تحقيق هذه المصالحة، من خلال السماح لأحزاب المجلس بالدخول في هذه المفاوضات، وهو ما يعني ضمنياً موافقة تركيا عليها”، ويرجّح أن يكون تصرّف المجلس الوطني الكردي محاولة للحصول على أكبر مكاسب ممكنة.