جسر – متابعات
نشرت وسائل إعلام تركية، نتائج بحث أجراه البنك المركزي التركي، حول تأثير اللاجئين السوريين على الشركات التجارية التركية.
كما نشر الخبر الاقتصادي السوري “يحيى السيد عمر” نتائج البحث على مدونته الشخصية، مرفقة بتحليله للبحث وتقرير البنك المركزي التركي.
وتناول تقرير البنك المركزي بحسب “عمر” عدة مؤشرات اقتصاديّة، كما درس التغير في هيكلية السوق التركي في ظل اللجوء السوري، وقام البنك المركزي لتنفيذ هذه الدراسة بجمع بيانات من عدة مؤسسات رسميّة ذات صلة بقضية اللّجوء إضافة لجمعه بيانات من السجلات الإدارية المعتمدة للشركات المسجّلة في تركيا.
وفقاً للتقرير فإن زيادة عدد السوريين في تركيا تسبب بزيادة في مبيعات الشركات التركية، فكلما ازداد عدد السوريين بالنّسبة للأتراك بنسبة 10% فإنّ مبيعات الشركات التركيّة تزداد بنسبة 4%، وهذا سببه زيادة الطلب الكلي في الاقتصاد التركي نتيجة زيادة عدد السكان.
وقال “عمر” إن زيادة مبيعات الشّركات التركيّة يعني مزيداً من الإنتاج وبالتالي المزيد من اليد العاملة، فالشركات ستحتاج عمالاً إضافيّين لزيادة إنتاجها، وهذا ما يعني توفّر فرص عمل جديدة للسّوريّين والأتراك.
وبحسب تقرير البنك المركز فإنّ عدد الشّركات المسجّلة في تركيا ارتفع نتيجة الوجود السّوريّ بنسبة 5%، وهذا ما أدّى إلى زيادة الإنتاج التّركيّ وبالتّالي التّوسّع في إمكانيّة التّصدير، الأمر الّذي سيعطي الصّادرات التّركيّة قدرة تنافسيّة أعلى، وهذه الشّركات الجديدة توفّر فرص عمل للسّوريّين والأتراك على حدّ سواء.
يقول “عمر” إنّ البيانات السّابقة صادرة عن مصدر رسميّ تركيّ وهو البنك المركزيّ التّركيّ، وهذا التقرير يقطع الشك باليقين بأن الوجود السوري لم يؤثر سلباً على الاقتصاد التركي على المستوى الكلي والجزئي، بل أثّر عليه إيجاباً سواء من ناحية دعم الصادرات أو من ناحية الشركات المؤسّسة ورؤوس الأموال السّوريّة الّتي ضخّت في السّوق التّركيّ.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن هذا التّقرير وعلى الرّغم من أنّه خاص بالاقتصاد التركي لكن يمكن إسقاطه على اقتصادات الدّول الأخرى التي لجأ إليها السوريون، فالوجود السوري لم يكن سلبيّا من النّاحية الاقتصاديّة، فعلى مستوى أوروبا تقول منظّمة “تينت” Tent Foundation وهي منظّمة أمريكيّة غير ربحيّة: إنّ إنفاق يورو واحد على اللّاجئين يحقّق مكاسب اقتصاديّة للدّولة المضيفة تبلغ 2 يورو في غضون خمس سنوات.
وأردف “عمر” أن اللاجئين السوريين يتعرضون في معظم دول اللّجوء لمضايقات اجتماعيّة سببها النّظرة العامّة لهم على أنّهم سبب في استنزاف موارد الدّولة المضيفة كما أنهم يسبّبون شحّا في الوظائف وتدنّيا في مستوى الأجور، وهذا ما يسبّب موجات من التّنمّر ضدّهم تختلف حدّتها بين دولة وأخرى، لذلك لا بدّ من نشر هذه الأبحاث الّتي تدلّ على الأثر الإيجابيّ للوجود السّوريّ في جميع دول اللّجوء.
ويقطن في تركيا قرابة أربعة ملايين لاجئ سوري، تتركز النسبة الأكبر منهم في مدن إسطنبول وغازي عنتاب وشانلي أورفا.