جسر: فريق التحقيقات
وصل فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) إلى منبج على وجه السرعة، وتوجهت تعزيزات عسكرية بلغ تعدادها 90 عنصرا من قوات التحالف الدولي، وشوهدت طائرات حوامة تحلق في محيط المدينة، كلها تبحث عن “المتهم” في عملية تفجير المطعم الامراء، والمحصلة اعتقال المواطن هشام حسين مساء يوم أمس الجمعة، وهو (سائق سرفيس) وأحد سكان قرية (رسم المسطاحة) 30 كم جنوب منبج .
اعتقال حسين جرى من منزله في قريته الصغيرة، من قبل قوات قسد بمساندة من قوات التحالف، بعد اكثر من يومين على عملية التفجير، التي أدت إلى مقتل 4 جنود امريكيين ونحو 15 آخرين، أما سبب أعتقاله فهو ظهوره مسرعا في الكاميرا التي صورت لحظة التفجير، وجرى تداول مقطع الفيديو في وسائل الإعلام المحلية العربية ومواقع التواصل الاجتماعي وكلها تشير الى أنه الفاعل.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقل عن مصادر وصفها بـ“الموثوقة” بان الشخص الذي ظهر بالفيديو كان يصطحب امرأة وقد داخل الى مطعم الأمراء ثم غادر مسرعا قبل ان تفجر المرأة نفسها بدقيقة، وان عملية بحث واسعة من قبل قسد والقوات الأمريكية وقوات التحالف جارية للقبض عليه.
هشام حسين الذي عاد إلى منزله تفاجأ بصورته في مقطع الفيديو المتداول في وسائل الاتصال الاجتماعية، وبأنه متهم بالتفجير، وسارع أقاربه وأبناء قريته إلى إخباره، ونصحه البعض بالهرب، ولكنه رفض مغادرة منزله، فهو يعرف بأن ليس له أي علاقة لا من بعيد ولا من قريب بما حدث، فلماذا يهرب.
استقصت جريدة جسر حقيقة ما جرى مع هشام حسين وتواصلت مع العديد من أبناء قريته (رسم المسطاحة) ومعارفه بالقرى المجاورة لها وحصلت على معلومات وشهادات حوله، وكلها تفيد ببراءة الرجل وتشيد بطيبته وبعده عن اي شبهة، على حد وصفهم له.
هشام الحسين من مواليد 1983 من أهالي قرية رسم المسطاحة جنوب منبج الواقعة تحت سيطرة قسد، متزوج وله ابنتان توأم يملك دكاناً صغيراً في قريته وسيارة (فان) ويعمل بنقل الركاب من قريته لمدينة منبج وبالعكس.
وبحسب المقربين منه، توجه هشام الى منبج صباح التفجر كعادته كل يوم وهو يحمل الركاب بسيارته الـ(فان)، وهذا ما اكده لجسر بعض الركاب الذين كانوا معه.
أما لماذا كان متواجدا في الشارع الذي جرى به التفجير ، أوضحوا بأن حسين حين وصل الى منبج تذكر وصية أحد أبناء قريته ويدعى “حسين علي الجاسم” كي يشتري له كابل كهربائي للتلفزيون، وهو الكابل الذي ظهر بيده في مقطع الفيديو اثناء مروره مسرعا.
أما لماذا كان مسرعا، يوضح احد أقاربه بأنه “كان لا يريد أن يتأخر عن الركاب الذين كانوا بانتظاره في الكراج وكي يلحق دوره على “السرفيس“،
وعلق أحد أقاربه ساخرا “هل من المعقول أن يفجر المطعم ويمشي بالشارع وهو حامل كابل بيده..!
وبحسب أحد معارفه فإن هشام تفاجأ بانتشار صوره على صفحات التواصل الاجتماعي على أنه الانتحاري الذي قام بالتفجير، لكنه أصر على البقاء في منزله إنطلاقا من أنه بريء مما نسب إليه.
شهادات ابناء قريتة (رسم المسطاحة) والقرى المجاورة لها الذين تواصلت معهم جسر – وقد فضلوا عدم ذكر أسمائهم الصريحة– كون قسد كثيرا ما تعتقل أبناء المنطقة بتهمة التواصل مع الجيش الحر الأمر الذي ولد عندهم خوف على حياتهم وفقا لما اعربوا عنه لجسر.
وقد أكدوا أن الرجل “طيب وبسيط من عامة الناس لم ينتم خلال الثورة ولا قبلها، إلى أي جهة عسكرية او حزبية“، لديه طفلتين توأم بعمر الست سنوات، يعمل سائق على خط المسطاحة، ولديه محل سمانة ويسعى وراء رزقه ومعيشة أسرته.
يقول احد أقارب حسين ” وضعت الكاميرات بشوارعنا لأمن المواطن وأمانة، ولكن كاميراتنا تشير بأصابع الاتهام إلى كل شخص وجد في مكان التفجير فمن نجا من التفجير لم ينجو من ظلم الكاميرات”
ويؤكد آخر بأن “أهالي المسطاحة قاطبة وركاب السرفيس خاصة الذين كانوا معه وصاحب الأمانة “كابل الكهرباء” الذي بيده يشهدون ويقولون ان هشام بريء مما نسب اليه“.
ويضيف “نحن شعب طيب لم نقف ولن نقف مع أي أحد يقتل او يدمر او يضر بأبنائنا وأهلينا”
ولفت احدهم الى ان بعض من وصفهم بـ“المغرضين“ أخذوا صورة من أرشيف هشام حسين في حسابه على الفيسبوك، وهي ملتقطه بتاريخ 2 كانون الاول عام 2017، تظهره وهو يأكل في مطعم، وادعوا بأن الصورة له وهو يأكل في مطعم الامراء قبل التفجير..! وفعلا تأكدت جسر من أن حساب حسين مفتوح على الفيسبوك وان الصورة العائدة لتناوله الطعام في مطعم ما(من غير الواضح أين) تعود للتاريخ المذكور.
يشار بأن التفجير الذي وقع في مدينة منبج ظهر الـ 16 من كانون الثاني الجاري، أدى لمقتل 4 من عناصر التحالف الدولي و5 من مرافقيهم من المقاتلين المحليين و10 مدنيين آخرين من سكان المدينة وقاطنيها.