جسر: متابعات:
زعمت وسائل إعلام موالية للنظام إن قواته سيطرت على حقول رميلان النفطية في الحسكة. لكن مصادر “المدن” أكدت أن الحقول التي دخلتها قوات النظام هي مجموعة آبار نفطية تقع في محيط قرية ملا عباس على الحدود مع تركيا إلى الشمال من ناحية القحطانية في ريف القامشلي، فيما تقع حقول الرميلان على مسافة 40 كيلومتراً إلى الشرق وتتبع لناحية المالكية.
وعلى صعيد آخر، بدأت اﻹدارة الذاتية بمناقشة خيارات نقل موقع مركزها من عين عيسى، خوفاً على استقلاليتها بعد دخول قوات النظام إلى المدينة بموجب الاتفاق مع “قسد”. كما أن استقرار مركز الإدارة الذاتية “عاصمتها الفعلية” بات مهدداً مع تقدم قوات “نبع السلام” من تل أبيض. وقالت “قسد” إن اﻻشتباكات قد تحولت إلى حرب حقيقية، شاركت فيها طائرات تركية مسيرة، في محيط قرية الشركراك شمال غربي عين عيسى.
وأمام الخيارات المقترحة لموقع المركز الإداري الجديد، تنازعت الحيرة أجنحة حزب “اﻻتحاد الديموقراطي” المهيمن على اﻹدارة. وفيما يفضل جناح الحسكة التموضع في قلب حاضنته السكانية الكردية، يرفضه جناح آخر لتواجد قوات النظام في الحسكة، ما يهدد استقلالية اﻹدارة وقدرة الحزب على المناورة. لذلك يقترح هؤﻻء نقل المركز إلى مناطق السيطرة الأميركية في وادي الفرات، وتحديداً في ناحية الكسرة التي غدت العاصمة اﻹدارية لمحافظة ديرالزور. لكن خياراً كهذا، سيبعد اﻹدارة والحزب عن الحواضن السكانية الكردية في الشمال.
الخلاف بين أجنحة الحزب حول المقر الجديد للمركز اﻹداري للإدارة الذاتية، يعكس خلافاً أعمق وأقدم بين جناحي الحزب المتنازعي الولاء بين روسيا والولايات المتحدة، في حين يحاول جناح ثالث، أضعف نسبياً، الخروج من هذا اﻻستقطاب باقتراح طرد النظام من عين عيسى، واﻻحتفاظ بها عاصمة للإدارة.
إلى ذلك، علمت “المدن” من مصادر محلية، أن قوات النظام في “الفوج 154” المتمركزة في منطقة تل طرطب جنوبي القامشلي، سلمت قياديين في “وحدات حماية الشعب” الكردية، مدفعاً ثقيلاً وراجمات صواريخ متوسطة، بالإضافة لصواريخ مضادة للدروع. وبحسب ما أكدته مصادر “المدن”، فقد قام قائد “الكتيبة 80” التابعة للفوج، بتسليم اﻷسلحة لقياديين في “الوحدات” يستقلون ثلاث سيارات “بيك آب”.
وتكشف طبيعة اﻷسلحة وتوقيت تسليمها أنها سربت لغاية مناوشة الجيش التركي، واستهداف مدرعاته بالدرجة اﻵولى، ما يُعدُّ خرقاً للتفاهم الذي عقده الرئيس التركي مع نظيره الروسي في سوتشي أواخر تشرين اﻷول/أكتوبر. وصرحت وزارة الدفاع التركية صباح الأربعاء، أن “الوحدات” الكردية مستمرة بخرق اﻻتفاق بشنها هجمات على مواقع لقوات “نبع السلام”، وأن الهجمات نفذت بواسطة قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدروع.
ما بين تسريب اﻷسلحة وإمكانية نقل مقر مركز “الإدارة الذاتية” إلى الحسكة، تبدو علاقة أحد أجنحة حزب “الاتحاد الديموقراطي” بالنظام، أبعد وأكثر استراتيجية من كونها تحالفاً تكتيكياً لمواجهة “العدوان التركي”. وينذر ذلك بامكانية الاصطدام مع الجناح المدعوم أميركياً في الحزب، والذي يفضل ديرالزور مركزاً للإدارة الذاتية، لوقوعها تحت الحماية اﻷميركية.
(المدن)