جسر: متابعات
دون خجل أو حياء، بث التلفزيون التابع للنظام تقريراً عن الطفل، حمزة المعلم، الذي قضى تحت التعذيب على يد والده وزوجة أبيه، في القرداحة، مرفقاً التقرير بموسيقى حزينة ومقابلات مؤثرة مع أصدقاءه في المدرسة، دون أية غاية أو مبرر أو رسالة.
التقرير لم يقدم أي جديد سوى أنه كشف مدى تورط الدولة وقوانينها، في التآمر على ذلك الطفل الصغير وقتله، فمن خلال متابعة ما تم بثه، يجرى مقابلات مع جيران أهل الطفل، ومدرساته في المدرسة إذ أنه كان في الصف الثالث الابتدائي، وجميعهم يؤكدون على أنهم على علم بما يجري مع الطفل من ضرب وتعذيب.
يؤكد جاره أن كان يسمع صوت صراخ الطفل أثناء التعذيب، بالكي، وبادخال شفرات في جسده، ويروي أن الطفل كان ينام في شرفة المنزل، وعندما يذهب إلى المدرسة يطلب من مدرسته أن يبقى فيها، وألا يعود للمنزل حتى لا يضرب، وهذه شهادة مدرساته ورفاقه.
توفي حمزة، وعند تشريح جثته، تم الكشف عن آثار كدمات وحروق قديمة، من أعلى رأسه حتى أسفل قدميه، فضلاً عن ضياع مادي في بعض الأجزاء من جسده، وكان سبب الوفاة قصور تنفسي رضي، ووجود كسر متفتت في عظم الفخذ الايسر.
وفيما يتعلق بالناحية القانونية، أكد الجوار أنه كانوا يبلغون الشرطة وكتب والده تعهد بالتوقف عن ضربه إلا أن ذلك لم يردعه، وحتى هذه اللحظة لا يوجد أي نص قانوني يسمح للدولة بأن تتولى رعاية طفل معنف، ما دام ذووه على قيد الحياة، فإن طالب والده به سيتم إرجاعه له، رغم أنها ليست المرة الأولى التي يموت فيها أطفال تحت التعذيب، ولكن ذلك لم يحرك الدولة لتتخذ إجراءات صارمة بحق هؤلاء المجرمين، الأمر الذي يجعلها شريكة في قتل ذلك الطفل، ولا تقل إجراماً عن والده.
وأكد الضابط المشرف على التحقيق أن والد الطفل أنكر في البداية الجريمة، لكنه ما لبث أن اعترف عند مواجهته بشهادات الجيران، ولكنه لم يبد ندماً لقتل طفله، فقد كان حزنه الاكبر أنه فقد وظيفته وضاع مستقبله!.