جسر: خاص:
في ظل تنامي الدور التركي على الساحة السورية بشكل عام، وفي شمال البلاد بشكل خاص، تتسارع المساعي إلى إعادة هيكلة الفصائل العسكرية التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة المدعومة من أنقرة، والمتمثلة في الجيش الوطني السوري والجبهة الوطنية للتحرير.
وفي حديثه إلى صحيفة جسر، اعتبر النقيب ناجي مصطفى، الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير، أن إعادة هيكلة الجيش الوطني وتشكيل وزارة الدفاع بقيادة اللواء سليم ادريس أواخر العام الماضي، خطوة في الاتجاه الصحيح، لأنها عملت على توحيد الجهود العسكرية والقتالية للفصائل، وضبطها تحت قيادة عسكرية واحدة ذات خبرة كبيرة، بهدف الانتقال من الفصائلية إلى حالة جديدة من المأسسة، بحيث تكون الفصائل نواة لمؤسسة عسكرية فاعلة، تمهيدا للانتقال إلى حالة تنظيمية جيدة.
وأوضح أن وزارة الدفاع لعبت دورا مهما في التنظيم والقيادة، ورفع قدرة الجيش الوطني بأكثر من مجال، ويقع على رأس تلك المجالات التخطيط العسكري، وقيادة العمليات، والتخطيط والتنفيذ لعمليات التدريب القتالي، من خلال تكثيف المعسكرات التدريبية، ورفع سوية المقاتل والقدرة القتالية والخبرة العسكرية للقادة. كما لعبت إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني دورا كبيرا في زيادة وعي المقاتلين، وزرع العقيدة القتالية في نفوسهم.
ونوه مصطفى بالدور التركي في الوقوف إلى جانب الشعب السوري وثورته ضد النظام، وتقدم كافة أشكال الدعم بشكل عام، مشيرا إلى أن أشكال الدعم وصوره وآلياته ازدادت بشكل خاص بعد دخول الجيش التركي إلى الشمال السوري، وبدأت مرحلة وصفها بالكبيرة، من التنسيق والتعاون بين الجيش الوطني والجيش التركي من خلال غرفة عمليات الجيش الوطني، بالإضافة إلى جوانب عدة من تنظيم المعارك وترتيب الخطط وتقديم المشورة العسكرية، والدعم اللوجستي والعسكري، والمساعدة في عمليات التدريب والتأهيل، وزيادة القدرة والمهارة والخبرة عند الجيش الوطني في إدارة وتنظيم وقيادة العمليات العسكرية، والاستفادة أيضا من بعض التكتيكات العسكرية للجيش الوطني التي برزت ونجحت في بعض المعارك القتالية.
وأضاف النقيب، أن الجيش التركي يعمل من خلال خبراته العسكرية في شمال سورية على توجيه العملية التدريبية، وإنشاء معسكرات خاصة بالتدريب لدى الفصائل لنقل المقاتلين من حالة المقاتل العادي إلى المقاتل النوعي المميز الذي يمتلك القدرة والمهارة والخبرة العسكرية الكبيرة، مؤكدا أن كل ذلك ينعكس على اكتساب وتطوير مهارات عالية لدى المقاتل السوري من خلال استفادته من الخبرات العسكرية لضباط ومدربين من الجيش التركي، الذي يعتبر واحدا من أهم جيوش حلف الناتو.
واعتبر الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير، أن أبرز العقبات التي تواجه العملية التدريبية والتنظيمية التي بدأت بها وزارة الدفاع، تتمثل في صعوبة تأقلم المقاتلين مع تدريبات الجيوش المنظمة، وقال موضحا: “كفصائل، وعلى مدار 9 أعوام، كنا نتدرب على حرب العصابات وليس حرب الجيوش، إضافة لنقص ببعض المعدات اللوجستية المتطورة الهامة التي ترفد عملية التأهيل والتدريب والتنظيم”.