جسر – دير الزور
للمرة الثانية خلال أسبوع، أقدمت طفلة على الانتحار شنقاً، بريف دير الزور الغربي.
وأفاد مراسل “جسر” بريف دير الزور أن طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً شنقت نفسها يوم أمس الأحد، في قرية الخريطة التابعة لناحية التبني بريف دير الزور الغربي.
وانتحرت الطفلة في منزل والدها المدعو “أسعد العمير”، دون معرفة الأسباب التي دفعتها إلى ذلك.
وهذه هي حادثة الانتحار الثانية خلال أسبوع واحد فقط، بريف دير الزور الغربي.
وانتحرت طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً منذ أيام قليلة وتحديداً في 10 أيار/ مايو، في قرية العنبة القريبة من قرية الخريطة.
وبحسب ما أفادت مصادر محلية لصحيفة “جسر”، فإن الدافع المرجّح لانتحار الطفلة هو الفقر المدقع الذي تعانيه عائلتها، والحالة الصحية الصعبة لوالدها العاجز عن العمل والمصاب بمرض في الكلى.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، نشرت منظمة “إنقاذ الطفولة” تقريراً وثقت فيه انعكاسات الحرب في سوريا على الصحة النفسية للأطفال، مشيرة إلى ازدياد عدد حالات الانتحار بين الأطفال.
وبحسب التقرير الذي نقلته صحيفة “الإندبندنت” فإن العدد الإجمالي لحالات الانتحار في المنطقة بنهاية عام 2020 قفز بنحو 90 في المائة، مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي.
وسجلت المنظمة 246 حالة انتحار و 1748 محاولة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020 وحده.
وأشارت إلى أنه من بين أولئك الذين حاولوا الانتحار، 42 على الأقل تبلغ أعمارهم 15 عاماً أو أقل، بينما 18 في المئة هم من المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 20 عاماً.
وانتحر طفل يبلغ من العمر 14 عاماً في مخيم للنازحين في حماة، الشهر الماضي.
وألقت الجماعات الحقوقية باللوم في الزيادة الحادة في محاولات الانتحار على الظروف القاسية في المنطقة، التي مزقتها الحرب، بما في ذلك الفقر ونقص فرص العمل والتعليم والعنف المنزلي وزواج الأطفال.
وقالت سونيا كوش، مديرة استجابة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا، إن الوضع “مقلق للغاية”، مضيفة أنه “بعد عشر سنوات من الصراع، نرى الآن أطفالاً يلجأون إلى الانتحار”.
وتابعت أنه “لأمر محزن للغاية أن يصل الأطفال إلى نقطة لا يرون فيها مخرجاً آخر من حياة، لا يمكنهم فيها الحصول على التعليم أو الغذاء الكافي أو المأوى المناسب”.
ودعت المنظمة الجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى زيادة استثماراتهم في برامج الصحة العقلية، بالإضافة إلى زيادة الدعم المخصص للناجين من الانتحار وضحايا العنف المنزلي.
وأكدت المنظمة أنه من الضروري منع الأسباب التي أدت إلى المشاكل من خلال تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، فضلاً عن توفير الدعم المجتمعي وخدمات إدارة الحالات.