جسر: متابعات
أفادت مواقع إعلامية موالية لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، أن انشقاقاً حصل في صفوف قوات النظام السوري، بعدما ضغطت روسيا على النظام من أجل الإنسحاب أمام “الجيش الوطني” شمالي الرقة.
لكن بحسب ما نقل مراسل “المدن” عبد الكريم الرجا عن مصادر، فإنه لايوجد انشقاقات في صفوف قوات النظام، وروسيا طلبت منهم الإنسحاب أمام “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا في هجومه الأخير على بلدة عين عيسى شمالي الرقة، لكن فصيلاً من قوات النظام حاول رفض الاوامر الروسية والاستمرار في القتال إلى جانب قوة من “الاسايش” التابعة للإدارة الذاتية الكردية، لكن أوامر من قيادة الجيش ارغمته على الانسحاب.
وكان “الجيش الوطني” قد سيطر على قريتين ومخيم في ناحية عين عيسى، بعد مواجهات مع “قسد”، في حين انسحب جيش النظام إلى داخل اللواء “93”.
وعقب هجوم “الجيش الوطني”، قالت مصادر ميدانية، إن “قسد” انسحبت من المنطقة وتمركزت داخل البلدة، في حين نزح سكان من البلدة باتجاه مدينة الرقة، في ظل منع الحواجز التابعة لـ”قسد” النازحين من دخول مدينة الرقة.
وتعتبر مدينة عين عيسى مقراً إدارياً وخدمياً لـ”الإدارة الذاتية” الكردية لبلدات شمال الرقة، ووفق المصادر، فإن الهجوم الأخير لـ”الجيش الوطني” جاء لشل عمل “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا بالكامل.
ويبعد “الجيش الوطني” الآن عن بلدة عين عيسى مايقارب 2 كلم، مايجعل البلدة التي تقع على طريق M4 تحت مرمى نيرانه، وباستطاعته قطع الطريق الدولي، واستهداف قوافل الإمداد التابعة لـ”قسد”.
وكانت “قسد” قالت، الأحد، إن “تجاهل القوات الروسية للهجمات التي تستهدف بلدة عين عيسى، يثير الكثير من الشكوك، ولا يتناسب مع دور روسيا وما تتطلع إليه للعب دور الضامن في الحل السياسي في عموم سوريا”.
من جانبها، أفادت مصادر داخل “الإدارة الذاتية”، بأن هناك نقاشات لنقل مقر العمل الإداري والخدمي إلى منطقة المعامل في دير الزور، ولكن ذلك واجه رفضا من روسيا لأن المنطقة تحت سيطرة أميركية، كما لاقى معارضة من “التيار الكردي” المتشدد داخل “الإدارة الذاتية” كون المنطقة عربية خالصة.
وكان “الجيش الوطني” سيطر على مدينتي تل أبيض ورأس العين والمنطقة الممتدة بينهما ضمن عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا في 9 اكتوبر/تشرين الأول الماضي لطرد مسلحي “قسد” من على حدودها، وإنشاء “منطقة أمنة” لعودة اللاجئين.
مصدر قيادي في شمال شرق سوريا، رفض الكشف عن اسمه، قال لـ”المدن”، إن الروس يضغطون على الإدارة الذاتية لاجبارها على القبول “بصفقة” ما، لا يعرفها سوى بضع قياديين في الإدارة، ومازالوا يتحفظون عليها، لكنه قال إنها في جوهرها هي خضوع الإدارة الذاتية لموسكو بدون شروط، فالاخيرة لا ترى وجودها في منطقة شرق سوريا مجرد طرف ضامن أو قوات فض اشتباك، بل طرف لديه خطته التي يجب على كافة الحلفاء اتباعها، وإلا فإنها ستحذو حذو واشنطن، وتترك لتركيا حرية التصرف في المنطقة. وفي هذا الاطار، قدم الروس للقيادة الكردية نص الدستور السوري المقترح من قبل موسكو، وهو ذاته الذي قدم للمعارضة منذ سنتين، لكن الطرف الكردي وجد أن هذا الدستور بعيد جدا عن مستوى طموحاتهم وتم رفضه مبدئياً، لكن موسكو لم تبد أي نية للتفاوض حوله.
المصدر: المدن