جسر – متابعات
صرّح وزير الخارجية القطري “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني”، أن قطر تعتبر مصر دولة كبيرة في المنطقة وحكومة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” شرعية.
وقال آل ثاني، خلال مقابلة مع قناة “العربي” أمس الخميس، إن دولة قطر ترى أن مصر من الدول الكبرى بالمنطقة وتلعب دوراً قيادياً وقطر تدعم ذلك، مضيفاً أن هذا سيخلق فرصا عديدة للتنسيق بين البلدين في مختلف الملفات الإقليمية، ولا سيما ما حدث في فلسطين بشأن الدور القطري والمصري في التهدئة ووقف إطلاق النار.
وأردف: “ذلك يبين انعكاس مخرجات قمة العلا على الملفات الإقليمية والتعاون مع مصر الذي أتى بنتائج فعالة، ونتطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وفي المجالات المتاحة، ونريد علاقات متوازنة وإيجابية مع كافة الدول العربية”.
وأضاف: “علاقتنا مع مصر مرت بمراحل فيها توترات كثيرة ولكن كان هناك حفاظ على الحد الأدنى للعلاقة حتى في مرحلة الأزمة، سواء من ناحية عدم مس الاستثمارات القطرية وتسهيل بقاء الطلاب القطريين في مصر وهذا كان مقدر من جانب قطر”.
وأشار وزير الخارجية القطرية إلى أنه “عندما طويت صفحة الخلاف مع دول الخليج ومصر، تطلعت قطر للعمل المشترك مع مصر، وليست لدينا ملفات عالقة كثيرة مع القاهرة، وهناك تقدم إيجابي في عمل اللجان الثنائية التي تجتمع في البلدين، وهناك ترحيب من الطرفين بهذا التقدم، وجاءت الزيارة الأخيرة لتعزيز العلاقة الثنائية في مرحلة ما بعد الخلاف”.
وتحدث آل ثاني عن ملف “الإخوان المسلمين” في مصر، وأكد أنه “لم يتم إثارة هذا الملف حسب علمي وحسبما تم في عمل اللجان الثنائية، وكما قلت النقاط الخلافية هي نقاط نرى أنه من الممكن معالجتها، ونحن اليوم في مصر نعمل مع الحكومة وهي الحكومة الشرعية التي تم انتخابها”.
ويشكل ملف الإخوان المسلمين حجر عثرة على طريق إتمام المصالحة بين الجانبين، فالجماعة المصنفة إرهابية في مصر، تستضيف الدوحة أبرز قياداتها على أراضيها.
وتابع الوزير: “قطر ليست حزباً سياسياً ولا تتعامل مع حزب سياسي لوجوده في السلطة، نحن نتعامل فقط مع حكومات طالما أن الشخص منتخب من شعبه والحزب السياسي هو الذي يحكم الدولة، فقطر ستتعامل مع الحزب في هذا الإطار، أما الأحزاب فهو عمل الأحزاب السياسية وليس الدول، ونحن في قطر ليس لدينا أحزاب سياسية، ونتعامل مع الدول ونحترم المؤسسات في الحكومة المصرية”.
وقال: “اللقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان إيجابياً جداً ونحن نقدر استقباله لنا، ووجدنا روحاً أخوية من ناحيته، وكانت هناك اتصالات هاتفية بين صاحب السمو أمير البلاد المفدى (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) والرئيس المصري سواء في شهر رمضان أو عيد الفطر، وهذه خطوات إيجابية نرى أن يتم البناء عليها”.
وكانت مصر من أوائل الدول الأربع التي استأنفت حركة الطيران مع الدوحة، في كانون الثاني/ يناير الماضي، بعدما أنهت، إلى جانب السعودية والإمارات والبحرين، مقاطعتها لقطر، والتي بدأت عام 2017، ووقعت على اتفاق المصالحة في مدينة العلا السعودية.
وكانت الدول الأربع قد قاطعت قطر بسبب علاقاتها الوثيقة مع تركيا وإيران، واتهامها بدعم جماعة الإخوان المسلمين وتمويل الجماعات المتطرفة.