جسر: خاص
خرج زيدان عثمان من منزله الواقع في مدينة القامشلي، منذ حوالي عشرة أيام، وقصد جامع القامشلي الكبير، لأداء صلاة الظهر، وكان بحوزته مبلغ خمسة آلاف دولار أمريكي، وبعد انتهائه من الصلاة، عاد إلى منزله.
وفي المنزل تفقد زيدان ملابسه، وإذا به يتفاجئ بضياع المبلغ المالي، ولم يتسن له العودة إلى الجامع لأن الوقت كان قد تأخر، فتوجه هناك صباح اليوم التالي، يائساً من أنه سيعثر على نقوده.
وصل الجامع الكبير وبدأ بالبحث عن المبلغ من مكان الوضوء ومكان إقامة الصلاة، وإذا بإمام الجامع يلحظه فسأله عم تبحث؟ فأخبره زيدان بما جرى، وأنه فقد المبلغ ولا يعرف أين، ويقوم بالبحث عنه في الأماكن التي تردد عليها.
سأله الإمام: ما دليلك على أن النقود تعود لك؟ فأعطاه زيدان مواصفات النقود وطريقة تغليفها، فأجابه الإمام: نقودك بحوزتي فقد وجدها أحد باعة الخضار في السوق القربية من الجامع أثناء وضوئه، وقام بإعطائها لي قائلاً: لا بد أن يعود صاحبها.
وتوجه الشيخ برفقة زيدان عثمان إلى سوق الخضار لشكر الرجل، وعرض عليه مكافأة مالية، فرفض أخذ أي شيئ من المبلغ أو هديه مكافأه له، حتى انه رفض ذكر اسمه أو نشر صورة له على وسائل الإعلام ،قائلاً ” عمل الخير في سبيل الله وليس للحصول على مكافآت أو الظهور على الشاشات”.