جسر: متابعات:
استطاع محتجون يوم أول أمس في المالكية التابعة لمحافظة الحسكة في شمال سرق سوريا، منع قوات روسية من دخول المدينة، وأجبروها على الانسحاب بالتزامن مع تدخل القوات الأميركية في المنطقة التي طوقت المكان. وكرّس الحادث الذي هدف إلى منع الروس من إقامة نقطة تمركز عسكرية في منطقة على الحدود مع تركيا، مظهراَ من مظاهر التنافس الروسي – الأميركي على تثبيت الحضور العسكري في مناطق شرق الفرات.
فيما تجنبت وزارة الدفاع الروسية التعليق على التطور، كما لم تصدر قاعدة «حميميم» الروسية توضيحا للحادث. وأفاد ناشطون أنّ مدنيين من قرية عين ديوار في ريف مدينة المالكية الواقعة قرب الحدود السورية – التركية في ريف الحسكة، اعترضوا رتلاً روسياً مؤلفاً من 11 آلية عسكرية، ومنعوه من الوصول إلى منطقة كان من المقرر أن يقيم فيها نقطة عسكرية. وأوضحت مصادر أن مروحيات روسية كانت ترافق الرتل حلّقت على ارتفاع منخفض بهدف تفريق المحتجين على عبور الرتل، لكنهم تمسكوا بمطالبهم ودعوا قائد الدورية لمغادرة المنطقة على الفور.
وعلى إثر الحادث تدخلتْ القوات الأميركية وأغلقت جميع الطرقات في وجه الدورية الروسية، كما حلّقت مروحية أميركية وطاردت مروحيتين روسيتين في المنطقة.
ويغتبر الحادث جديداً في محتواه إذْ ترافق الدخول الأمريكي للمنطقة مع حركة احتجاج محلية منعت دخول القوات الروسية، فيما يبدو موافقة على دخول القوة الأمريكية ورفضاً للقوة الروسية.
وقد اعترضت القوات الأميركية أكثر من مرة في السابق، الدوريات الروسية التي تحاول السير على الطريق الدولي انطلاقاً من القاعدة الروسية في القامشلي، أو القاعدة الروسية في منطقة أبو راسين بناحية تل تمر، شمال غربي الحسكة.
بينما عززتْ موسكو بناء على تفاهمات مع تركيا وجودها العسكري حول مناطق «قسد» قرب الحدود السورية التركية، إلا أن القوات الأميركية تمنعها من التحرك بحرية.
واللافت أن الانسحاب الروسي قوبل بتعزيز لانتشار القوات الأميركية في المنطقة، وقالت تقارير إن دورية أميركية مكوّنة من مدرّعات برادلي، وعرباتٍ عسكرية أخرى تمركزت في قرية كرزيرو بمنطقة الكوجرات، والتقت مع أهالي القرية، وبقيت لبعض الوقت هناك، قبل أن تعود إلى قاعدتها في الرميلان بعد ساعاتٍ من تمركزها.
ويعتبر الحادث مختلفاً عن أشكال الاحتكاك المعتادة بين القوات الروسية والأمريكية، ويدل على امتعاض سكان المنطقة من الروس وسياستهم المتبعة هناك.