جسر – متابعات
تجري محادثات لإعادة العلاقات بين نظام الأسد في سوريا وحركة “حماس” الفلسطينية، بوساطة ورعاية من جانب إيران وميليشيا “حزب الله” اللبناني.
ونشر موقع صحيفة “المونيتور” تقريراً، اليوم الجمعة، قال فيه إن المحادثات جارية بين الأطراف المذكورة، لإعادة العلاقات المقطوعة منذ عام 2011، بين حركة “حماس” ونظام الأسد في سوريا، وذلك بعد انطلاق الثورة الشعبية السورية ضد النظام، والتي تفاعلت “حماس” معها باتخاذ موقف محايد، مختلف عن موقف باقي أضلاع ما يسمى بـ”محور المقاومة” الداعمة بشكل مطلق للنظام السوري ورأسه.
قالت “المونيتور” إنها عملت على التواصل مع عدد من مسؤولي “حماس” للاستفسار عن جهود إعادة العلاقات مع النظام السوري، لكنهم رفضوا التعليق، وقالت مصادر مقربة من حماس في لبنان لـ”المونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها، إن قيادة “حماس” منعت مسؤوليها والمتحدثين الإعلاميّين من التحدث إلى الصحافة حول طبيعة المفاوضات لتجنّب إفشالها.
وأوضحت المصادر لـ “المونيتور” أنه تم إحراز تقدم ملحوظ في المحادثات التي تقودها إيران و”حزب الله” لإعادة العلاقات مع سوريا. وأشاروا إلى أن “اسماعيل هنية” اجتمع بهدوء مع “حسن نصر الله” أكثر من مرة في بيروت خلال الأشهر القليلة الماضية لبحث القضايا التي تمس العلاقات بين حماس والمحور الإقليمي بقيادة إيران الذي يضم النظام السوري و”حزب الله”، وكذلك إعادة العلاقات مع النظام السوري.
وتتوقع المصادر أن يشهد عام 2021 عودة بعض قادة حماس إلى دمشق، حيث تعترف حماس والنظام السوري بالتحديات التي تنتظرهم وتدرك أنهما بحاجة إلى تسوية خلافاتهما.
وفي بيان أصدرته في 30 كانون الأول (ديسمبر)، أدانت حماس القصف الإسرائيلي لدمشق الذي أدى إلى مقتل جندي سوري.
بحسب الصحيفة فإنه بدأت الوساطة التي قادتها إيران و”حزب الله” مع انتخاب قيادة جديدة للحركة في عام 2017، حيث تم انتخاب هنية رئيساً جديداً لحركة حماس. ويتهم النظام قيادة حماس السابقة برئاسة خالد مشعل بقطع العلاقات، إذ رفض إدانة الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام السوري. كما رفع مشعل علم المعارضة السورية خلال احتفال حماس في قطاع غزة عام 2012.
وقال عضو في البرلمان الإيراني لـ”المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته إن “جهود إعادة العلاقات بين حماس وسوريا تسير في الاتجاه الصحيح وستتجسد قريباً”.
وأشار إلى أن “القائد الراحل لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، قاد تلك الجهود قبل مقتله في يناير من العام الماضي. ويواصل عناصر الحرس الثوري الإسلامي والنظام الإيراني بالتعاون مع حزب الله العمل”.
وأضاف المسؤول: “تسارعت وتيرة التقدم في المحادثات من خلال القضاء على الجماعات المسلحة في معظم الأراضي السورية واستعادة سيطرة الجيش السوري على معظم أنحاء البلاد. كما أدرك النظام السوري وأطراف المحور الأخرى الخطر الذي يتهدد المنطقة بعد اغتيال [العالم النووي الإيراني محسن] فخري زاده ومن قبله سليماني، بالإضافة إلى قطع طرق إمداد المقاومة الفلسطينية في غزة”.
ورغم موقف “حماس” من الثورة السورية، لم تنقطع علاقتها بإيران و”حزب الله”، الحليفين الأبرز للنظام السوري، رغم تدهورها. وقد سهّلت هذه العلاقات الدائمة جهود إعادة الاتصال بين حماس والنظام السوري. صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قاد هذه الدعوات وترأس الاتصالات بين حماس ودمشق.
قال عبد الستار قاسم”، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس ، لـ”المونيتور” إن أسباباً كثيرة دفعت النظام السوري إلى تقدير إعادة العلاقات مع “حماس”، خاصة وأن “الأسد” رفض بشكل قاطع كل الوساطة في السنوات الأخيرة. وتشمل هذه الأسباب التعبئة العسكرية الأمريكية في المنطقة والمخاوف من قيام الولايات المتحدة وإسرائيل بضرب إيران أو حلفائها مثل حزب الله أو الفصائل المسلحة في غزة والمخاوف من سيطرة النظام السوري على الأراضي المتبقية تحت سيطرة المعارضة في الشمال. سوريا.
وقال قاسم: “بناءً على المعلومات التي لديّ بسبب علاقتي الطيبة بشخصيات معينة في سوريا ولبنان، فقد ضغطت إيران وحزب الله بشكل كبير هذا العام على الأسد”. وقال إنه يتوقع عودة قادة ونشطاء حماس إلى دمشق في الأشهر المقبلة.
قال “إبراهيم المدهون” المحلل السياسي المقرب من حماس ، لـ”المونيتور” إن الفجوة بين “حماس” والنظام السوري تقلصت بشكل كبير مع جهود الوساطة.
وأشار إلى أن صفقات التطبيع العربية الأخيرة مع إسرائيل دفعت “حماس” للانضمام إلى سوريا وإيران وحزب الله، قائلاً إنه يتوقع أن تعزز “حماس” علاقاتها مع المحور في الأشهر المقبلة.
أصدرت “حماس” عدة تصريحات حول الخدمات التي قدمها النظام السوري للحركة عندما كان لها وجود في دمشق، لا سيما تسليم شحنة من صواريخ كورنيت للحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة لاستخدامها في القتال ضد إسرائيل.