جسر – أنطاكيا
توجه عدد من المخاتير والضباط الأتراك إلى قرى تركية قرب مدينة أنطاكيا، يقطنها لاجئون سوريون، وطلبوا منهم إخلاء القرى خلال يومين.
وقالت مصادر خاصة لصحيفة “جسر” إن عدداً من المخاتير برفقة ضباط أتراك، توجهوا منذ 4 أيام إلى 5 قرى وهي “حجي باشا” و”عامصو” و”الجومة” و”بيشربة” و”قلامص” بريف مدينة أنطاكيا جنوبي تركيا، وطالبوا سكانها السوريين بالرحيل العاجل، خلال يومين فقط.
ويقطن القرى المذكورة بحسب المصادر أكثر من 15 ألف لاجئ سوري من رجال ونساء وأطفال، يعملون في الزراعة وتربية المواشي وأعمال اُخرى.
وأشارت المصادر إلى أن طلب إخلاء القرى المذكورة من السوريين، لا يستند إلى أي قرار قانوني رسمي.
وأوضحت أن المخاتير والضباط توجهوا أيضاً إلى قريتي “كشكميت” و”مغدلة” القريبتين من القرى المذكورة، وطلبوا أيضاً إخلائها من السوريين، قبل أن يتم الاتفاق نهاية المطاف على بقاء السوريين في القريتين، شريطة عدم السماح بسكن أي لاجئ سوري آخر في هاتين القريتين.
وقالت سيدة سورية (م.أ) تقطن وعائلتها في إحدة القرى المذكورة، في اتصال هاتفي مع صحيفة “جسر” إن منظمة ألمانية عملت على إعادة تأهيل وترميم عشرات المنازل المهجورة في هذه القرى خلال الصيف الماضي.
وأضافت أن المنظمة وبعد تهيئة البيوت المهجورة لتصبح صالحة للسكن، منحتها للاجئين السوريين، ومن ثم أبرمت اتفاقاً مع قائم المقام في المنطقة، ينص على عدم جواز إخراج أي سوري من هذه البيوت المعاد تأهيلها قبل مضي عامين كاملين.
وأكدت أن عدداً من السوريين يمتلكون بشكل رسمي بيوتهم ومتاجرهم الخاصة في هذه المنطقة، إلا أن إنذار الإخلاء غير الرسمي شمل جميع السوريين.
وأوضحت أن السوريين في هذه القرى يرفضون الرحيل عن القرى التي يقطنونها، خصوصاً أن نسبة الأطفال والنساء والمسنين تشكلّ الأغلبية، وإجبارهم جميعاً على الرحيل في منتصف فصل الشتاء أمر مرهق، فضلاً عن أنه غير إنساني بالمطلق.
وناشدت السيدة عبر منبر “جسر” وسائل الإعلام والمنظمات السورية والأجنبية المعنية بشؤون اللاجئين، للتواصل مع الجهات الحكومية في تركيا والضغط عليها، لإيقاف عملية “التهجير” غير القانونية، التي استهدفت السوريين، من قِبل وجهاء وضباط أتراك في القرى المذكورة آنفاً.