بسبب اعتقال “الحاج رسول”.. شلل يصيب المركز الثقافي الإيراني بدير الزور

جسر – متابعات

أكد عاملون في المركز الثقافي الإيراني بدير الزور أن المركز الثقافي الإيراني متوقف عن النشاط بشكل شبه كامل، منذ نحو شهر، عل خلفية اعتقال القيادي “الحاج رسول” المتهم بالخيانة والتعامل مع إسرائيل.

وأدى توقف المركز عن العمل في دير الزور، إلى غضب القيادة الإيرانية التي أنفقت أموالاً طائلة لترسيخ وجودها الثقافي والفكري واختراق المجتمع المحلي.

وتراجع أنشطة المركز جاء بعد اختفاء “الحاج رسول” مع عدد من مساعديه، مطلع شهر نيسان، فهو يمسك بجميع الصلاحيات ويتحكم بكل الأنشطة منذ سنوات عديدة، ولا يوجد من يعرف أسرار وتعقيدات العمل ليخلفه في مكانه، وفق ما نقل موقع “تلفزيون سوريا”.

بعد نحو أسبوعين من اختفاء القيادي وانتشار الفوضى في المركز، عُيّن أحد أعضاء الحرس الثوري في دير الزور مديراً، ويدعى أبا رقية الإيراني، ويعتبر من العناصر الأكثر تشدداً وعدوانية، واجتمع على الفور بموظفي المركز وهددهم بشدة، وطلب منهم جلب الناس إلى حضول دورات ومحاضرات المركز بأي طريقة كانت، وأولهم عائلات وأبناء الموظفين، وأعلن أن كل من يخالف أوامره سيعاقب.

وبعد أسبوع واحد فقط، غادر جميع أعضاء قيادة الميليشيات الإيرانية من دير الزور بشكل فجائي وبينهم أبو رقية، ليتولى جميع المسؤوليات المسؤول الإداري في المركز محمد الذيب، وهو موظف محلي من دير الزور، والذي وجد صعوبة بالغة في السيطرة على الموظفين.

واعتقل أمن الحرس الثوري الإيراني القيادي “الحاج رسول”، بعد ساعات قليلة من قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، ونُقل مباشرة إلى إيران، واتُهم هناك بالخيانة واعتبروه أنه هو أخبر عن قيادات الحرس في القنصلية، ما مكّن إسرائيل من قصف المكان وقتل القادة الذين كانوا هناك.

وأجرى المكتب الأمني تحقيقات معمقة مع موظفي المركز الثقافي المحليين بخصوص تحركات “الحاج رسول” واتصالاته في الأشهر الماضية، واستدل من خلالهم إلى بيوت سرية كان يستخدمها.

ويُعتقد أن الاختراق الأمني الذي أحدثه “الحاج رسول” كان واسعاً جداً، إذ امتدت التحقيقات إلى أعضاء كثر من الميليشيات الذين اعتقلوا ولم يُشاهدوا بعد ذلك.

ومنذ ذلك الحين لم تصل أي أموال إلى المركز الثقافي في دير الزور، ووفق مصادر “تلفزيون سوريا” من داخل المركز فإن القيادة الإيرانية أوكلت أمر تمويل المركز إلى المجموعة النسائية التي تديرها المدعوة “أم زينب”، وذلك من عائدات تجارة المخدرات والدعارة، لكن الأخيرة لم تقدم أي مبالغ، بحجة عدم توفر المخدرات وتوقف تجارتها، وتعذر عمل النساء لديها بسبب الظروف الأمنية.

ووعدت القيادة الإيرانية بأنها ستوفر “دفعة مالية” كبيرة للمركز، في القريب العاجل، إلا أن الموظفين تسربوا رغم التهديدات، وأصبح المركز الذي يعتبر أهم أذرع إيران الثقافية في سوريا، في حالة إغلاق شبه كامل، ولم يتبق فيه سوى الحراس.

قد يعجبك ايضا